بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

هَذَا رَأْيِي

بقيع مصر المنسية

سقط على ترابها آلاف الصحابة شهداء وحوت ارضها اجسادهم الطاهرة.. دُفن فيها آلاف من صحابة رسول الله منهم 70 صحابيا ممن شهدوا غزوة بدر مع رسول الله -عليه الصلاة والسلام- حين الفتح الإسلامى لها وانتزاعها من ايدى الرومان.

تحوى أجساد حفيد سيدنا رسول الله، وابن سيدنا ابى بكر الصديق، وابن سيدنا خالد بن الوليد، والقعقاع بن عمرو الذى قيل فيه لا يهزم جيش، فيه القعقاع رضى الله عنهم.

بها شجرة السيدة مريم العذراء البتول رضى الله عنها، والتى استظلت بظلها ومعها المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام، ويوسف النجار خلال رحلة العائلة المقدسة إلى صعيد مصر.

هى البهنسا مدينة الشهداء التى عاشت على أرضها بهاء النساء ذات الحسن والجمال والتى أحبها حاكم رومانى يدعى بطليموس وتحرف الاسم «إلى البهنسا».

تقع على بعد 16 كيلو مترا من مركز «بنى مزار »، شمالى مدينة المنيا، اكتسب المكان قدسية بالغة فى نفوس قدماء المصريين، استوجبت عليهم أن يخلعوا نعالهم قبل أن يطأوا هذه الرمال المختلطة بدماء الشهداء الزكية، التى دارت حولها ومعها الحكايات والأساطير.

أشهر هذه الحكايات جميعا، حكاية «السبع بنات» اللاتى انضممن لجيش عمرو بن العاص، وارتدين ملابس الرجال وأبلين بلاء حسنا فى تلك الفتوحات، وبينما هن فرحات بما حققنه من إنجاز، إذ رحن يزغردن ابتهاجا وكشفت زغاريدهن حقيقتهن أمام جنود الروم الذين تسللوا إلى خيامهن ليلا وذبحوهن. وهناك من يقول إن عددهن ليس معروفا على وجه التحديد، قد يكون سبعة وقد يكون سبعين. وآثار دمائهن أمام قبورهن حتى اليوم، خلد الوعى الشعبى سيرة المرأة البطلة، حيث حول من ساحة مقابرهن بأعلى إحدى التلال الرملية إلى مكان مقدس، يلجأ إليه الراغبون فى الإنجاب أو الساعون للتخلص من متاعب الجسد غير المفهومة، أو الباحثون عن الصفاء الروحى.. أغراض شتى يجمعها طقس واحد، اسمه «الدحرجة» حيث ينام المرء على جانبه الأيمن بعد أن يعقد يديه خلف رأسه، ثم تقوم خادمة المكان بدفعه متدحرجا على الوضع هذا، ويكرر الفعل ذاته من ثلاث إلى سبع مرات.

البهنسا أو بقيع مصر إحدى قرى محافظة المنيا التى شيدت بها كنيسة السيدة العذراء بالتزامن مع تشييد كنيسة القيامة فى القدس المحتلة.

كلها فى المنيا التى تُعد متحفًا وسجلًا قديمًا لعصور تاريخية مرت على مصر، إذ تعتبر سجلًا وافيًا للآثار الفرعونية والرومانية واليونانية والقبطية والإسلامية.

من أهم الآثار فى المحافظة مسجد اللمطى مسجد العمروى ومسجد المصرى ومسجد الفولى وزاوية سلطان وطهنا الجبل وإسطبل عنتر ومسجد المئذنة المائلة، ويوجد بها معبد للملكة حتشبسوت بتل العمارنة.

المنيا التى تعد ثالث مدينة أثرية بعد الجيزة والاقصر بحاجة إلى تكاتف جميع الجهات، لإنجاح المنظومة السياحية بالمحافظة والعمل على إعادة المنيا إلى خريطة السياحة العالمية، المنيا وآثارها بحاجة إلى تسهيل الإجراءات أمام الزائرين وتهيئة الجو الملائم للتمتع بالمعالم الأثرية العديدة التى تزخر بها محافظة المنيا.

المنيا بحاجة إلى خطوات حقيقية يتم اتخاذها لإعادة المنيا إلى مكانتها السياحية التى تليق بها، المنيا بحاجة إلى الإفراج عن أكثر من ألف قطعة أثرية مكدسة فى بدرومات الوحدة المحلية منذ ما يقرب من أربعين عاما.

تتعرض لخطر محقق، إذ تتعرض لإهمال متواصل، وهناك مخاوف من استبدالها بقطع أخرى، فهل من مجيب؟

[email protected]