خط أحمر
أبو عاقلة عاشت هنا ذات يوم!
قالت رافينا شمدسانى، المتحدثة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الانسان، إن ما قامت به المفوضية من تحقيقات فى قضية اغتيال شيرين أبو عاقلة، يؤكد أن اغتيالها فى ١١ مايو الماضى كان بنيران قوات الاحتلال الاسرائيلى!
قالته السيدة شمدسانى هذا الكلام فى مؤتمر صحفى لها فى جنيف، حيث يقع مقر المفوضية، واستهجنت امتناع تل أبيب عن فتح تحقيق جنائى فى مقتل الصحفية الفلسطينية!
ولا أحد يعرف ماذا ستقول اسرائيل بعد هذا الاتهام المباشر من جانب مفوضية هى الأعلى دوليًا فى كل شأن يتصل بحقوق الانسان؟!.. ولكن ما نعرفه أن المفوضية يجب ألا تتوقف عند هذا الحد، وأن تستخدم ما لديها من صلاحيات لدفع الحكومة الاسرائيلية إلى فتح تحقيق مستقل، وشفاف، وشامل، بما يضمن انزال العقاب القانونى العادل بقاتل أبوعاقلة!
فهى لم تكن تحمل سلاحًا ضد المستوطنين فى الضفة الغربية المحتلة، ولا كانت ترفع سلاحها فى وجوه الجنود الاسرائيليين، ولكنها فقط كانت تحمل كاميرا لتنقل للعالم ما يجرى ضد الفلسطينيين الذين هم أصحاب الأرض فى الضفة!
وفى الولايات المتحدة الأمريكية دعا ٢٤ عضوًا فى مجلس الشيوخ الرئيس الأمريكى جو بايدن، إلى أن يربط بين زيارته المرتقبة إلى الضفة منتصف الشهر المقبل، وبين اجراء تحقيق جاد فى القضية يعيد للصحفية الراحلة حقها.. وكان هذا الطلب تطورًا مهمًا آخر فى القضية!
والحقيقة أن ما حدث على مستوى مفوضية حقوق الانسان، ثم على مستوى واشنطن، يقول إن مرور ما يقرب من الشهرين على مقتل الصحفية الفلسطينية لم يجعل قضيتها تموت، ولم يجعل أصحاب الضمير الحر فى العالم يغضون البصر عن جريمة قوات الاحتلال فى حقها!
ولكن.. يبقى أن نسمع صوتًا عربيًا فى القضية، وأن يتحدث هذا الصوت ويتكلم باعتباره صاحب حق، وبوصفه صاحب قضية عادلة.. فليس من اللائق أن نسمع كلام المتحدثة باسم المفوضية السامية، وأن نتابع مطالبات أعضاء الشيوخ الأمريكيين، ثم إذا تلفتنا حولنا فى المنطقة بدا لنا الأمر، وكأن شيرين أبوعاقلة لم تكن عربية، ولا عاشت فى أرض فلسطين العربية ذات يوم!