صفحات من تاريخ الوطن (٢٠)
تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين.. 4 سنوات فى عشق الوطن (٢)
منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مهامه الدستورية، وهو يضع نصب عينيه ضرورة تقوية الحياة السياسية وإصلاحها، وذلك لفهمه العميق كرجل دولة، وابن من أبناء المؤسسة العسكرية العريقة، فالدولة القوية كما تحتاج لجيش وطنى قوى الهمة وكامل العتاد، كذلك تحتاج إلى حياة سياسية قوية داخلها، لتستطيع إفراز الكوادر المدنية لها، وذلك بهدف تحقيق الحراك المجتمعى داخلها ما يجنبها حالة التآكل الداخلى الكفيلة بإضعاف الدولة وإصابتها بحالة تصلب الشرايين السياسية والفكرية، ما يترك الساحة فارغة أمام الحركات الراديكالية ذات النزعات التخريبية.
أدرك الرئيس ببصيرته الثاقبة أن الحياة السياسية تحتاج إلى طاقة شبابية جديدة مفعمة بالحيوية والأمل والحماسة والرغبة فى التغيير والإصلاح، وتستطيع أن تساهم معه فى مشروعه الطموح الذى يحمل شعار الجمهورية الجديدة.
فالشباب المصرى قد أثبت حيويته وقوته خلال عام الإخوان البغيض، وقام فى حماية الجيش الوطنى ومؤسسات الدولة بالدور الأكبر فى توعية بقية طبقات المجتمع من مخاطر حكم الإخوان على مستقبل هذا الوطن وأمنه، فتمكنوا من كشف عوراته وتبيين مخازيه للبسطاء، كما خرجت نخبة من هذا الشباب الممثلين فى حملة تمرد تدعو بشكل صريح للإطاحة بحكم الاخوان الارهابيين من خلال مظاهرات حاشدة يحميها جيش مصر الباسل، وهذا ما كان فى ثورة 30 يونيو المجيدة، هذا فضلًا عن كون الشباب هم الفئة الأكثر قدرة على إحداث حراك حقيقى داخل المجتمع بحكم ما يمتلكونه من قدرة على العمل ورغبة وطموح فى التطلع للأفق البعيد.
وهكذا أخذ الرئيس يحرص على الاجتماع بالشباب المصرى، من خلال المؤتمرات المحلية، وذلك لكى يقترب منهم، فيتعرف على أفكارهم وطموحاتهم ومشاكلهم، وليمدهم بالثقة والقوة النابعين من صلاحيات منصبه الدستورية، كما أنه أتاح لهم فرصة الاجتماع بمختلف شباب العالم، لكى يتبادلوا الخبرات والطموحات، الأحزاب المختلفة لإشراك الشباب بشكل جدى وحقيقى فى صناعة المستقبل السياسى المصرى، كما حث مؤسسات دولة على دعم ذلك الأمر، وقد أسفرت هذه الدعوة عن ظهور كيان سياسى مثل نقطة مفصلية فى الحياة السياسية المصرية خلال السنوات الأخيرة، ألا وهو «تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين» التى ظهرت إلى حيز الوجود فى أبريل عام 2018، على أثر اجتماع أكثر من 25 حزباً سياسياً واتفاقها على تكوين هذه التنسيقية من خيرة شباب أحزابهم.
وقد تمكن هذا الكيان السياسى من إفراز العديد من الكوادر السياسية الشابة فى المجالات السياسية والتنفيذية، ولعل تجربة اختيار ستة من كوادر تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين وتعيينهم كنواب للمحافظين فى نوفمبر 2019 كانت خير نموذج لعملية التطور الإدارى والسياسى الذى تشهده الساحة المصرية.
وللحديث بقية..
عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين عن حزب التجمع