بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

تعبتنا يا وزير التعليم

ما حدث الأسبوع الماضى من تأخر إعلان نتيجة الصفين الأول والثانى الثانوى العام لمدة أسبوع كامل، هو تعبير عما تواجهه منظومة تطوير التعليم من مشاكل، التى وإن حاولنا أن ننتقد بعض الأمور، لخرج علينا الدكتور طارق شوقى بتصريح مكرر فى كل مناسبة، إن دولًا كثيرة طلبت الاطلاع على تطورات التجربة المصرية فى بناء نظام تعليم عصرى بمعايير عالمية!! ولا ينسى أبدا أن يلمح إلى أن تلك التجربة تتعرض لمؤامرات لإجهاضها!

الغريب فى الأمر انه فى يوم 13 يونيو، ظهرت نتيجة الصفين الأول والثانى الثانوى ببعض المدارس، ومنها مثلا مدرسة الشهيد ماجد احمد عبدالرازق الثانوية بنات، التابعة لإدارة عين شمس التعليمية، وما شابهها من أحداث وخروج بيانات من الوزارة، تثبت أن نتيجة المدرسة كانت ممتازة، عكس ما اشتكى أولياء الأمور، ثم اختفت نتائج باقى المدارس حتى يوم 19 يونيو، فلم تظهر نتيجة نفس الصفين فى بقية مدارس محافظة القاهرة وغيرها من المحافظات، وخلال تلك الفترة خرجت بعض الأخبار بأن الوزارة قد سحبت النتيجة، بينما خرج الوزير مؤكدا انه لم يسحب النتيجة وإنها مسئولية المدارس!

الغريب فى الأمر أن النتيجة استمرت لأكثر من أسبوع دون ظهورها، وكأنها تابعة لوزارة أخرى وليست لوزارة التعليم، حتى يخرج أى مسئول مبررا عدم ظهورها خلال تلك الفترة، الأغرب من كل هذا عندما كان يذهب أولياء الأمور للمدارس ليستطلعوا موعد ظهورها، لم يكن هناك موعد محدد بل الإجابة الوحيدة إن النتيجة فى الإدارات التعليمية منذ أكثر من 5 أيام ولا يعرفون متى سوف تظهر؟!

ولكى نحاول أن نفهم مشكلة تلك النتيجة، يجب أولا أن نعرف أن التيرم الثانى للصفين الأول والثانى الثانوى وطبقا للمنظومة الجديدة التى تتهافت عليها دول كثيرة لتطبيقها، فإنها تقسم الامتحان إلى جزءين الأول مقالى وعليه 30 % من النتيجة، وهو مسئولية المدارس والثانى الكترونى وعليه 70 % من النتيجة، وهو نظام يتم تصحيحه الكترونيا، ومن ثم يتم إرسال النتائج من الوزارة إلى المدارس وليس لها دخل نهائيا فيه، ثم تقوم المدارس بجمع نتائج المقالى طرفها والالكترونى المرسل لها من قبل الوزارة، ومن ثم إعلان النتيجة، ولو كان هناك سبب يوضح تأخر ظهور النتيجة، فهو من يقع عليه العبء الأكبر من درجات الامتحان، هو المسئول عن تأخر النتيجة وهو الالكترونى وليس المقالى، بينما الوزير يؤكد أن الوزارة ليس لها دخل!

كنت قد كتبت مقالا عندما سقط سيستم الوزارة فى امتحان اللغة العربية، وقررت الوزارة وقتها إعطاء الدرجة النهائية لـ 92 ألف طالب لمجرد سقوط سيستم الامتحان، وهو إهدار لمبدأ تكافؤ الفرص بين الطالب الذى اجتهد وذاكر، ومن لعب وترك الدراسة غير مكترث بنتيجتها، لتأتى له الدرجة النهائية من قبل خطأ سقوط السيستم، واليوم الوزارة تكرر نفس الخطأ وتقوم بإهدار مبدأ تكافؤ الفرص بين طلابها، حيث إن الوزارة قررت أن يتم إجراء امتحانات الدور الثانى للصفين الأول والثانى الثانوى بعد إجازة عيد الأضحى المبارك، وسوف يتساوى فى ذلك من ظهرت نتيجته مبكرا وعرف المواد التى سوف يمتحنها، وبين طلبة ظهرت نتيجتهم متأخرة عن أقرانهم بأسبوع دون إبداء الأسباب من الوزارة.

إن أى منظومة تقوم على إهدار مبدأ تكافؤ الفرص، هى منظومة تحتاج إلى مراجعة ومحاسبة القائمين عليها وإعطاء كل ذى حق حقه.  لقد أرهقتنا نفسياً يا وزير التعليم طوال أسبوع مضى حتى ظهور نتيجة «نقل!!» صفى الأول والثانى الثانوي.

---

[email protected]