بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

هَذَا رَأْيِى

يسروا ولا تعسروا

الزواج من ضرورات الحياة وفيه كمال الدين وتحقيق العفة والطهر وإعمار الأرض.. فى زماننا هذا وبعد أن بلغت أسعار كل شيء وأى شيء الحناجر علينا أن نعيد التفكير ونحسن التدبير من أجل لم الشمل وكمال المراد.. كل الأديان السماوية تحث على تيسير الزواج وتخفيف تكاليفه وأعبائه. وتقديم يد العون والمساعدة لكل راغب فيه..

فأعظم النكاح بركة أيسره مؤونة.. فرب العزة يأمرنا باليسير فقال فى محكم كتابه» يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر» ورسولنا الكريم يحثنا على التيسير فجاء فيها روى عنه (صلى الله عليه وسلم)» يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا».

فالتيسير له أوجه عديدة منها الاختيار، فكثير من الشباب أو الفتيات يبالغ فى مؤهلات ومواصفات شريك حياتهم.. حتى وصل الأمر إلى قصة الشعر، ونوع الموبايل، وغير ذلك مما يعد من توافه الأمور وحقيرها، فى الوقت الذى لا ينظر فيه إلى معالى الأمور. وفى بعض الأحوال نجد العنت لدى البعض فى مستوى التدين، ويبالغ البعض فى هذا الأمر حتى كأنه يريد شخصا ملائكيا لا بشرا من البشر.

لا يوجد من بلغ الكمال فى وصف أو حال، فالنقص من طبائع البشر، ومن يطلب الكمال فى الآخر ليس هو بالكامل ففيه من النقائص الظاهرة أو الباطنة ما ينفر منه الكثير، فرقوا بين ما هو جوهرى وما هو شكلى، وما هو عارض أو طارئ، وبين النقائص التى يمكن تعويضها بالكمال فى مجالات أخرى وما لا يقبل التعويض.

ولتكن الحكمة فيما حثنا به ديننا الحنيف فإذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه..وتزوجوا الولود الودود.. اظفر بذات الدين تربت يداك..هكذا علمنا رسولنا الكريم. لا تركنوا لعادات وتقاليد بالية ولا تكونوا أسرى لمظاهر قد تكلفكم وتكلف أهاليكم الكثير من التعب والمشقة وقد تقودهم إلى السجون.

اضبطوا شهوة التطلع الزائد إلى ما عند الآخرين وتحركوا فى حدود قدراتكم وإمكاناتكم.. لا تحملوا أنفسكم ما لا تٌطيق.. لا تستدينوا من أجل عادات بالية أو نفقات ترفيه فانية..لا تكونوا أسرى المثل القائل « كلما اشتهيتم اشتريتم».

والإسلام وكافة الأديان لا تحارب العادات التى يتعارف الناس عليها فى أفراحهم إنما ينكر المحرم منها، وينكر البذخ والإسراف والتبذير. يسيروا فى أثاث بيت الزوجية وابعدوا عن اقتناء ما لا يلزم.. ولتكن الوسطية والاعتدال والتوازن دون إسراف أو تقتير هى هدفهم..

تجنبوا التفاخر والتباهى وسن سنة سيئة، ويدفع الكثير من غير المقتدرين إلى العزوف عن الزواج، وأحياناً يكون سبباً فى انهيار بعض الأسر ذات الدخل المحدود فى انبهارهم بمستوى غيرهم ومحاولتهم تقليدهم. يسروا وراعوا مقدرة الشباب واحفظوا للفتيات حقوقهن بكتابة قائمة منقولات بما يضمن حقوقهن ويحفظ قدرهن ويضمن مستقبلهن ويأمنهن من غدر كل غادر لعوب. اعلموا أن الجزاء من جنس العمل، وأن من يَسَّر يَسَّر الله عليه، ومن رفق رفق الله به، وأيضاً من شق شق الله عليه. فما كان الرفق فى شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه.

Mokhtar [email protected]