بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

محافظ القاهرة ونائبه

«يا حمااااااااااااااار» .. تلك الكلمة أصابت عقلي بصدمة شديدة، بسبب صوت من نطقها، كانت لامرأة عجوز، فهرولت نحو الصوت، لأجد بالفعل عجوزا وقد تعدت السبعين من عمرها، تمسك بفتاة ربما في العشرينيات وهي تتحدث بغضب مع «سائق توكتوك» وتقول له أنت إيه؟ ماشي بسرعة، أرعبت الطفلة اللي معي!! فأسرعت الخطي ووقفت وحاولت أن أهدئ من روعها، وجاء شاب آخر وهو يصيح في السائق الذي أطل بوجهه خارجاً متحدثاً بأسلوب لا يليق نهائياً مع عجوز في عمر جدته وليس والدته، بينما الشاب القادم صرخ قائلا «أنت ماشي بسرعة شديدة فعلا وعمال تترنح ليه، أنت رعبتنا يا .... ».

 كل هذا وأنا أحاول تهدئة المرأة العجوز خوفاً علي صحتها لأفاجأ بكلمة تخرج من فمها جعلتنا ننظر إلي السائق بنظرة يصعب تفسيرها بالكلمات، عندما قالت أنت أرعبت طفلتي! دي طفلة احتياجات خاصة يا حماااااااااااااااااااار، واترعبت لما شافتك جاي بسرعة وأنت بتترنح بالتوكتوك»، وفهم السائق معني كلمتها ونظراتنا ليهرب مسرعاً من وسطنا بالتوكوتك خاصته.

 وعندما انتهينا من طمأنة الفتاة وجدتها رجعنا إلي خط سيرنا، ولكن كل ما أتذكره كمية الرعب التى كانت علي وجه تلك الفتاة البريئة في ملامحها، وأيضا تلك النظرة الاستنكارية علي وجه جدتها، لما وصل إليه الشارع، وأتساءل هل والدتنا العجوز كانت تقصد بتلك النظرة السائق أم من ترك له الشارع ليجري فيه كما يشاء؟! وهنا أقصد نحن كمواطنين سلبيين لم نواجه تلك الظواهر أو مسئولين تقاعسوا علي مدار سنوات حتي في إعادة ضبط لتلك الظواهر السيئة، وتحويلها إلي خدمة مقدمة تستهدف فتح أبواب رزق لمن يستحقها، إنها مسئوليتنا جميعاً.

هذا المشهد حدث في أرقي شوارع حي الزيتون «الجميل سابقاً» والتي تسلل إليها التوكتوك مخرجاً لسانه للجميع، مسئولين ومواطنين بأنه لن يقدر علي إيقافه وتوغله أي قانون أو مسئول، فعندما تتجول في شوارع حي الزيتون فإنك بالفعل سوف تحزن لما آلت إليه حالها، فليس التوكتوك وسيطرته المرعبة والكاملة علي محطة مترو حدائق الزيتون أو سيره العكسي بشوارع الحي واحتلاله للكباري الموجودة بالمنطقة سواء في شارع سنان أو العزيز بالله.

ربما يقول البعض فلماذا لا نتواصل مع المسئولين، فسوف أقول إن أكثر شىء أحزنني فعلا هو الصفحة الرسمية للحي والتي تتلقي يومياً علي منصتها الكثير والكثير من الاستغاثات المتنوعة دون رد من القائمين عليها.

ونترك مشكلة التوكتوك وغياب التواصل، لنفاجأ بظاهرة كلاب الشوارع والتي أصبحت بالفعل مصدر قلق ورعب للأطفال والكبار معاً. ربما الظاهرة الوحيدة التي تجد معظم منشورات انجازات الحي تتحدث عليها هي نزع الحواجز الحديدية أو الأسمنتية التي يضعها أصحاب السيارات أمام عماراتهم أو عملية تجريد لبعض الشوارع وليس كلها أو حتي معظمها، رغم أن معظم تلك الشوارع مقفولة بسيارات في كل الجانبين ولا عزاء للمشاة.

** هي رسالة صريحة لكل من اللواء خالد عبدالعال محافظ القاهرة والدكتور مهندس حسام فوزي نائب المحافظ - أنا أعرفه جيدا بأنه مثابر ونشيط جدأ ويرد علي من يتواصل معه دائماً- وهي صرخة بما يعانيه سكان حي الزيتون من مشاكل وما يواجهونه من ظواهر مرعبة لأطفالهم وكبار السن، ودعوة لزيارة الحي والتجول في شوارعه والوقوف علي أرض الواقع ووضع حد للعبة «القط والفأر» التي تتم يومياً بحملات، يطلقون عليها كلمة «مفاجئة!!!» ثم تعود الشوارع بكل سلبياتها مرة أخري عندما تنتهي تلك الحملات «المفاجئة!!!».

--

[email protected]