بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

من اللمبة الجاز للنانو

 

 

 

عزيزي الشاب: لقد أصبح العالم الآن ليس قرية صغيرة كما كان في الماضي، بل أصبح شاشة موبايل، أو قل قريباً سوف تجد العالم كله عبارة عن أسورة ضوئية تلبسها في معصمك، فتستقبل عليها كل أخبار العالم، بل ويمكن أيضا أن تستخدمها كجهاز قيس ضغط أو معرفة عدد نبضات قلبك، وربما في المستقبل القريب سوف تراها عبارة عن ماسح طبي لأجهزة جسمك، تخبرك بأي عرض مرضي ربما سوف تواجهه مستقبلاً، هذا ليس ضرباً من الخيال أو غيره بل هو حقيقة، حتي ولو كانت تلك الكلمات سرداً لفيلم خيال علمي في الماضي القريب، اليوم أقول لك ما كنت تشاهده في الماضي بما يسمي الخيال العلمي أصبح معظمه الآن حقيقة واقعية نراها ونستخدمها أيضا في حياتنا.

اليوم الكثيرون منا يستخدمون نمط حياة مختلف جدا عما كنا نحن نستخدمه في بدايات الألفية الثانية، فبلمسة من أصبعك يتحول جهاز الموبايل إلي نمط حياة، فتلك الأيقونة هي عملك الذي تقوم به يومياً عن بعد، وتدخل إلي موقع عملك الالكتروني وتبدأ في ممارسة مهامك وأنت جالس في غرفتك أو كافية بجوار منزلك أو حتي فوق سطح عمارتك، وعندما تنتهي من مهامك، يتم تحويل المقابل النقدي لحسابك المصرفي، وحتي تتأكد من وصول راتبك ما عليك إلا أن تضغط علي الأيقونة الثانية فسوف يظهر لك حسابك المصرفي، وبينما أنت تتفقد حسابك سوف يأتي لك إشعار باستحقاق أقساط عليك لأجهزة منزلك أو إيجار سكنك فتعود إلي حسابك البنكي وتدفع ما عليك من أموال لمستحقيها ثم تخرج من تلك الأيقونة لتدخل إلي ايقونة أخري وهي الطعام وتختار ما تريده ليأتي إليك في وقت سريع، فالعالم كله أصبح عبارة عن لمسة علي شاشة موبايلك.

ماذا يحدث؟؟!!، هذا السؤال ما يردده من هم في عمرنا الآن وقد تجاوزنا الخمسين فنحن تربينا في عصر السقا واللمبة الجاز وعاصرنا دخول التيار الكهربائي وظهور التليفزيون وانتشار الراديو، ما كل هذا التقدم التكنولوجي الذي نراها الآن وهل لدينا القدرة علي مجارة هذا الزمن بأسلحته الجديدة أو تكنولوجيا المستقبل؟! بالطبع نستطيع، هل تعرف لماذا؟

لأن هذا العصر وثورته والتي استطيع أن أطلق عليها ثورة النانوتكنولوجي أو التكنولوجيا المصغرة جداً، كان من أطلق شرارتها ابن من مصر وهو العالم الراحل أحمد زويل وفريق عمله، فكل ما درسناه هو أن العالم مر بثورتين، الأولي الثورة الصناعية وكانت في بداية القرن العشرين وفي نهايته حدثت الثورة التكنولوجية، أما في بدايات الألفية الثالثة فقد حدثت ثورة النانوتكنولوجي، فعندما ظهر الموبايل بشكله الأولي كان عبارة عن جهاز وعليه بعض المفاتيح وعندما ظهر الموبايل «التاتش» تخوفنا قليلا منه ولكن لم نخشاه بل انطلقنا إليه وتطورنا معه وأصبحنا الآن نقتني تلك الأجهزة ونستخدمها كأسلوب حياة، ولكن هل نسينا أننا بشر، وما هي تداعيات تلك الثورة علينا وهل ما نمر به الآن من أحداث لها علاقة بتلك الثورة، كل تلك الأسئلة سوف نتحدث عنها في مقالات قادمة إن كان في العمر بقية.

 

[email protected]