بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

تسلل

الأزمة أكبر من صلاح وكيروش.!

لست مع جلد الذات وتوجيه الاتهامات للاعبينا بعد فشل التأهل لمونديال قطر، الذين استماتوا فى الملعب ولم يبخلوا بأى جهد وتمسكوا بالأمل حتى اللحظة الأخيرة، ولكنها فى النهاية قدرات. وصدمة الجماهير المصرية أن حلم الفراعنة اقترب بقوة أمام» أسود التيرانجا» كما ابتعد كثيرا، وبقدر الإمساك به فى بعض فترات اللقاء وحتى فى ركلات الترجيح ومنح الجماهير المصرية المتعطشة جرعة تفاؤل كبيرة وضوء بعيد آخر النفق الطويل المظلم، بقدر إصراره على الابتعاد ربما لأننا لانستحق..!

فى أوقات كثيرة اقترب الأمل الكبير خاصة مع إهدار كوليبالى واليو سيسيه ركلتى ترجيح،وحتى مع ضياع صلاح ركلة الترجيح « الأولى»كانت الآمال موجودة، إلا أن ركلة ترجيح زيزو كانت تعني» شكرًا.. نحن خارج المونديال».! فالتوفيق طالما منحك فرصتين ولم تستغلهما مع وجود أعصاب باردة ولياقة ذهنية وبدنية حاضرة من المنافس، فماعليك إلاّ أن تلوم نفسك فقط..!

المشكلة أننا أعطينا المنافس أكثر من قدره وهيبة لايستحقها، رغم أنه مع الضغط على دفاعاته كان ينكشف بسهولة لكننا كنا حذرين أشد الحذر،والبرتغالى كارلوس كيروش يعلم جيدا وجود فوارق فنية وبدنية ولعب بخطة شبه دفاعية، حتى مع تسجيل المنافس هدفه، لكن يقين كيروش أن فتح الخطوط يعنى خسارة ثقيلة وضياع الحلم مبكرا..!

الجماهير ثائرة على الجهاز الفنى لوجود أخطاء فنية خلال المباراة تتمثل فى التشكيل وتصحيح الأخطاء فى الشوط الثانى بالدفع بعناصر فاعلة لكنها للأسف» على أد لحافك».! مع غياب محاور مهمة تنحصر فى ضعف بناء الهجمة من حيث فاعليتها وجماعيتها وكيفية انطلاقها من منتصف الملعب مع دور بارز لظهيرى الجنب، وهى مشكلة لاعلاقة لها بالمدرب بشكل مباشر ولأسباب كثيرة لاتتسع المساحة لتناولها.!

كرة القدم ليست دفاعًا فقط، فهى شقان دفاعى وهجومى وأى تجاهل لمحور من المحورين يعنى أنك» محلك سر» وستكون خطواتك ثقيلة وسيلحق بك المنافسون ويسقطونك.! والتأهل لكأس العالم 2018 بروسيا كان سيضيع مثلما حدث أمام السنغال قبل ساعات لو واجهنا فى ختام التصفيات منتخبًا غير الكونغو برازفيل.! وماذا فعلنا فى مونديال روسيا؟..خرجنا وحصلنا على المركز 31 من 32 منتخبًا مشاركًا فى المونديال.!

الكرة مفاهيمها تغيرت وباتت لياقة بدنية وفنية متوازنة ومواجهة لمعادلة الدفاع والهجوم والمنتخب أو الفريق الذى يعتمد على النجم الأوحد، يعنى أن أحد أجنحته المهمة « مكسورة» لن يحقق كل أهدافه ولو حققها ستكون دون تخطيط وعشوائية وبمجهود فردى وقوة دفع ذاتية..!

والنتائج التى أفرزتها اللقاءات الأخيرة لمنتخبنا أكبر من إهدار صلاح وزيزو «ركلتى ترجيح «كان فى الإمكان أن يوفق الثنائى فى التسديد ونتأهل للمونديال.. ولكن السؤال الذى يطرح نفسه: ماذا كنا فاعلون فى المونديال..؟!

المشكلة ليست تأهل فقط.. صحيح التواجد فى العرس الكبير مهم وسيُسعد الملايين لكننا نحتاج وقفة تنحصر فى كيفية إعادة النظر فى مفاهيم الكرة من الصغر وخلق صناعة كروية جديدة بمفهوم مختلف وليس مجرد تمثيل مشرف أوالتأهل حسب الصدفة من خلال طريق سهل لعرس المونديال.!

[email protected]