بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

الصهيونية والحرب الأوكرانية

 

كل الحروب والنزاعات والاوبئة في العالم، منذ ما قبل الحرب العالمية الاولي الى الان من ترتيب وصناعة الصهيونية العالمية، فسقوط الإمبراطورية البريطانية التي لا تغيب عنها الشمس، وظهور أمريكا كقوة عظمي كل ذلك بترتيب صهيوني كبير.

والهدف من ذلك هو الحلم المزعوم « مملكة إسرائيل الكبرى من الفرات للخليج»، تلك المملكة حسب المخطط المرسوم لها، حكومة موحدة تحكم العالم تحت مظلة ديانة جديدة اسمها «الابراهيمية» داخل عولمة اقتصادية بعملة واحدة وعسكرية بجيش واحد.

والآن اقترب الحلم، فذلك الهدف الصهيوني لا يتطلب ثقافة الحرية والديمقراطية التي يعيش عليها الغرب لان تلك الثقافة تتعارض مع نهج هدف الحكومة الموحدة التي تتطلب ديكتاتورية القرار، وبما انها تهدف الي ديانة وجيش واقتصاد موحد داخل ادارة سياسية موحدة، فهنا يلزم اتخاذ عدة خطوات وهي.

 القضاء على الغرب المسيحي عن طريق اشعال حرب كبرى فيما بينهم، لتأكل الأخضر واليابس، بحيث تختفي نظرية الحريات والديمقراطية بكل مشتقاتها العسكرية والاقتصادية والسياسية، حتى يتسنى لقادة المخطط الصهيوني تشكيل حكومة موحدة طبقا لما هو مخطط له.

وهنا سؤال منطقي يطرح نفسه، ماذا عن الصين والهند الذين يشكلان ما يقرب من 40% من سكان العالم، وكيف يتم دمجهم بتلك المعتقدات المتنوعة داخل الحكومة الموحدة بكل مشتقاتها؟

الإجابة هي مربط حصان الاحداث الجارية حاليًا، الحكومة الموحدة الصهيونية تريد ديكتاتورية قرار، وهذا متوفر بقوة مع ثقافة الحزب الشيوعي الصيني، وبما ان الصين قادمة لا محالة لحكم العالم فهنا التخطيط الصهيوني الذي سيقفز من سفينة الغرب المسيحي بعد تدميرها الي السفينة الصينية الشيوعية المتوافقة تمامًا مع ما تريد من وحدة قرار شامل حاكم، وهذا ما ينطبق مع الأيدلوجية الدينية الهندية التي لا تعارض ولن تعيق الديانة الابراهيمية الجديدة.

والسؤال الذي يطرح نفسه هل قادة تلك الدول الغربية لا يعرفون ذلك المخطط الخيالي عند الكثيرين، والمضحك عند من يقرأ ويسمع عن كلمات ذلك المقال؟ الإجابة جميع دوائر الغرب الحاكمة بكل مشتقاتها السياسية والعسكرية والاقتصادية، ما الا أدوات فقط تم صناعتهم ايدلوجيًا وثقافيًا داخل نظرية الحكم الديمقراطي، ليكونوا أداء في يد قادة أصحاب المخطط وعلى الرأس منهم القادة في أمريكا، فجميعهم تم تهجينهم وتجنيسهم صهيونيًا، ليكونوا خدامًا فقط وقطع شطرنج يتم تحريكها عند كل لعبة من المخطط.

لكن روسيا لم يتم اختراقها صهيونيًا لأسباب كثيرة جدًا وهي لأنها ما زالت تحتفظ بالعقيدة الارثوذوكسية المسيحية، ولم تسمح بوجود الايدلوجية اللوثرية البروتستانتية التي هي الذراع الديني والسياسي للصهيونية التي اخترقت معظم مجتمعات العالم، هنا العائق الكبير امام المخطط الصهيوني وجود المسيحية الارثوذوكسية التي لن تعترف بأي ما تقوم به الصهيونية في مملكة صهيون المزعومة، لان الانجيل والتعاليم المسيحية لا يعترف باي مملكة مكان في فلسطين، لان السيد المسيح تنبأ عن خراب إسرائيل وقال لهم بيتكم يترك لكم خرابًا وهنا تعارض الإيمان بين الكنيسة الارثوذوكسية المصرية الروسية مع باقي كنائس العالم اللوثرية التي هي أداء صهيونية، ولا ننسى قول السيد المسيح ان مملكتي ليست من هذا العالم، وكان بقصد ان مملكة المسيحية بقيادة المسيح هي روحية سماوية ، اما المخطط الصهيوني الحالي فهو يجهز المملكة للمسيح المنتظر المزعوم لدي الثقافة اليهودية، ليجعلهم أمة تحكم العالم وتتسلط عليه.

 وهناك معلومة مهمة في الأحداث الأوكرانية ان رئيس أوكرانيا الحالي هو يهودي وكان ممثلا كوميديا، وانصبته الصهيونية مع جميع رجال حكومته في أوكرانيا، لسهولة جذبه الي المستنقع.

اجزم ان قادة روسيا يعلمون ابعاد المخطط ودفعهم لتلك الحرب، ولن يتم اقحامهم خارج ما يخططون له من اهداف، وهي استعادة امجاد الاتحاد السوفيتي السابق ولكن ليس الشيوعي بل المسيحي الأرثوذكسي وهي مسيحية معظم دول اوروبا الشرقية.

وهنا الصراع الكبير بين بوتن رجل المخابرات الأول في العالم ومعه أجهزة دولته مع المخطط الصهيوني، واعتقد انهم استعدوا جيدًا لتلك الحرب دون ان يدخلوا داخل دائرة المخطط الصهيوني، الذي يخطط لصدام نووي بين الناتو وروسيا للدمار الشامل الكلي وسحب الكثير من دول العالم لتلك الحرب، وقبل ان نختم كلمات المقال لابد ان نذكر كورونا وتوقيت ظهورها والان كورونا تلفظ انفاسها الأخيرة ويعني ذلك عدم تحقيق الا نسبة من الأهداف الصهيونية، فكانت الحرب الروسية الأوكرانية ، فهل ينجح القيصر الروسي هزيمة المخطط الصهيوني الشيطاني ويخرج من تلك الحرب بأمجاد الماضي الذي اجزم انه سيكون ضربة قاسمة للصهيونية العالمية؟