مذود الميلاد العجيب

نتأمل فى مذود الميلاد منذهلين من هذا الاتضاع العجيب ومن هذا الحب الإلهى الذى دفع إلى هذا التواضع، حقاً شاعرين بقيمة النفس البشرية عند الله القدوس وقيمة خلاصها، نتعلم من هذه الثمرة الإلهية ونحياها بالحب والوادعة والبذل والعطاء ونجول نصنع خيراً ونخلى ذواتنا كما أخلى الله ذاته، حقاً ما أصدق الملاك جبرائيل ببشارته للرعاة فى ميلاد السيد المسيح « ها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب «ان الرعاة لم يروا إلا طفلاً مضجعاً فى المذود، ليس فى منظره مايدل على عظمته ولكنهم آمنوا بما سمعوا، نعم ان المخلص أختار أقصى درجات التواضع لكى يرينا عظم تأصل داء الكبرياء فينا، فلولا رغبتنا فى الكبرياء لما أتى الطفل يسوع فى مثل هذا الحال، لم يأتى المسيح لكى يغير هيئة العالم وتربيته ولكن يغير القلوب، لولا وليد المذود ما حصلنا على كل هذه البركات الوفيرة وكل المواهب العظيمة والخلاص والفداء وكل عمل الروح القدس الذى ترتب على هذا الميلاد العجيب فى تاريخ البشرية التى تهللت بمجيئه، احتفلت به السماء والأرض بظهور الملائكة النورانية فسبحت تسبحتها المفرحة قائلة « المجد الله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة «