عفوًا للسيدات فقط «الخيانة الزوجية» ( 5 )
«الوفاء» .. ليس أن تجاهد نـفسك كي لا تخون بل أن تعجز عن الخيانة.. حـتى لو كنت قادرا عليها... لا تبكي على كأس انكسر.. ولا تيأس علي قلب من حجر.. ولا تشفع لمن خان يوماً أو غدر.. ولا تقل رحل حبيبي بل قل.. من كان ملاكاً فِي عيني عاد لطباع البشر.. ومن ضيع الأمانة ورضي بالخيانة فقد تبرأ من الديانة والوطن.. الخائن يمضي أكثر من نصف عمره في البحث عن الأعذار.. ونكران الجميل. خيانة أعظم للشرف والامانة وطعنة موت في قلب العشرة... ولا خير أبدا ولا بركة في عيشة موطنها الخيانة....كلمات حارقة صدرت من أفواه باكية... عيونهن ذبلت من تصدع رؤوسهن وهول آلامهم النفسية والعصبية والمعنوية.. والله لم أجد تعبيراً أكثر قسوة من لهيب دموعهن لقلوبهن المحترقة.. لسيدات أضعن عمرهن وزهرة شبابهن في حرم قداسة الزوجية ..وأفنين حياتهن في بذل كل التضحيات للزوج والأولاد للحفاظ على هذا الرباط المقدس وحماية بيوتهن من الانهيار.. ولم تتوارَ أبدا بل وبذل الجهد وكل الطاقات في تقديم كل أنواع الدعم المادي والمعنوي في مساعدة الزوج ليتغلب على كل متاعب الحياة وضيق المعيشة واستيعاب الأزمات في مجتمع قاس.. حتى ذبلت ورسمت على وجنتيهن تضاريس العمر وهن في وهج شبابهن ليكتشفن كيف أن تحولت «الثمار» إلى عطب.. وانهارت الأحلام والأمنيات، ليحل الانكسار والخذلان والضياع والتشتت الأسرى ورحلة لا تنتهي بل أكثر قسوة لحياة بدأت بكلمة ونظرة.
حلقة جديدة من سلسلة مقالات كاشفة لما آلت إليه البيوت المصرية من انهيار أسرى معنوي وأخلاقي وديني ومجتمعي لعلنا نضع أيدينا على العلل والامراض التي تشق جدار الأمان الأسرى ليتحول إلى جحيم وخلافات.. صراخ وعويل.. مشاجرات وضرب بين الزوجين والأهل تعصف بالمشهد العام في مجتمع مريض هزيل تزول عنه كل بوادر التنميت سريعاً... فالمرأة ليست نصف المجتمع، بل المجتمع كله تلد وتربي أجيالا وتقيم عليها الأمم. منبع الحنان والاحتواء والسلام والوعي الاجتماعي والحضارات.
«الخيانة الزوجية» أهم الأسباب لانهيار أركان المجتمع لما لها من تأثير وجرح غائر في قلب الاسرة ككل سواء للرجل أو المرأة... ينتهى بمشاهد مأساوية بالقتل سواء الزوجة أو الزوج فيسقط الأبناء في دوامة لا تنتهي من الةنحراف والإدمان وأطفال الشوارع.. وتمتلئ محاكم الاسره بقضايا وجرائم بشعة إلى الحد الذي فاق كل التوقعات.. حتى زادت نسبة الطلاق كسلاح للدمار الشامل.. دق الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري ناقوس الخطر بتقرير حديث لعام 2020 بواقع حالة كل دقيقتين.. بالتأكيد الخيانة أحد أهم أسبابها.. كشف فيه ارتفاع نسب الطلاق في مصر بشكل غير مسبوق في الآونة الاخيرة.
فالمرأة تتهاوى حين تكتشف أن زوجها المقدس خائن لتنهار جبال الثقة ليحل الشك وعدم الأمان.. فالزوج «المولع بمراهقة متأخرة» يتفنن بل ويبدع في ملاحقة داعرات منصات شيطانية للتواصل الاجتماعي «الشات» لغرف نوم مغلقة تبيح الدعارة بكافة أنواعها وقد يكون بأجر.. لنا حديث شيق لاحق ملىء بالمغامرات هزت عروش أشباه رجال كانوا في عداد المحترمين.
سيدات يكشفن عن المستور فليس غريباً أن يكون أحد أسباب خيانة الزوج لزوجته هو عدم تقديره لتبعات هذه الخيانة على نفسية الزوجة وأحياناً عدم اهتمامه بما قد تشعر به، وإن كانت الآثار النفسية والصحية والعقلية التي تعاني منها الزوجة المخدوعة قد أُشبعت وصفاً في الأدب والدراما والميديا.. ورصد حالة الزوجة النفسية والعقلية بعد الخيانة وعلى الصحة العامة لها وتأثير ذلك كدينامو في عقر دارها.. فتعتبر صدمة الخيانة من أكثر المواقف التي قد تواجهها الزوجة قسوً ، حتى إن لم تكن العلاقة مع زوجها على أحسن ما يكون، ذلك أن الخيانة تترك أثراً عميقاً في نفسية الزوجة ونظرتها لنفسها وقيمتها الذاتية، ونظرتها لزوجها وللأسرة التي أسّساها معاً...وينعكس الأمر في تأثير الخيانة أيضا على المجتمع وتفكك أسرى وتربية الأولاد.. وزيادة معدلات العنف الذى قد ينتهي بالانتقام أو الثأر لكرامتها وعمرها الذي ضاع سدى.
وللحديث بقية..
magda _ [email protected]