بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
د. وجدي زين الدين

إسراء.. والميراث.. والانحطاط

 

 

إسراء معيدة أو عضو هيئة تدريس تقريبا بإحدى كليات جامعة الأزهر، ضحية الطمع فى الميراث، وقررت رئاسة المركز منع أى تعاملات على قطعة الأرض ملك مورثها، إلا بعد الانتهاء من النزاعات القضائية، وذلك حفاظا على حقوقها الشرعية، وتعرضت الأستاذة الجامعية للاستدراج من قبل شقيقها بحجة عمل تنازل لها فى الشهر العقارى وتسليمها ميراثها، وتحرك بها بسيارة استأجرها من محافظة المنوفية، ودخل بها قطعة ارض فضاء على طريق المنصورة الدائرى وبدا فى تقييدها وحاول نزع ملابسها عنها ليصورها فى وضع مخل مع صديقه المرافق لهما، إلا أن استغاثات المجنى عليها جعلت الأهالى يتحركون إلى المكان وتمكنوا من إنقاذها والقبض على شقيقها، وتمكنت مباحث قسم أول المنصورة من القبض على المتهم الثانى قبل هروبه.

والسؤال: هل معقول ما يحدث؟ هل يعقل ما يفعله الأخ بأخته؟ قمة الانحطاط والقذارة والسفالة.. كل ذلك من اجل الميراث.. انه الطمع الذى يدعو النفس لفعل أى شىء فى سبيل الاستحواذ.. إن ما لا يمكن استيعابه أن الأخ يأتى بصديقه ويعرض له أخته لكى يتصور معها فى فعل فاضح.. هل هذا معقول؟ إزاء هذا الموقف أصبح كل شىء ممكنا ونبقى أمام حقيقة تحتاج إلى الردع.. تحتاج من السلطة القضائية أن تشرع قوانين تقف بالمرصاد وبالحزم ضد من يقوم بتلك الأفعال وتصل عقوبتها للإعدام.. مثل هؤلاء الأخوة لا أمان لهم فى الحياة.. مثل هؤلاء ضرورى محاكمتهم وأرى أن الإعدام هو الحكم لهم. إن الأمل فى القضاء الذى يعيد الحق لأصحابه.

والسؤال: ترى لو لم تتيقظ النخوة لدى الأهالى وتكاتفوا لإنقاذ هذه الفتاة من أخيها وصاحبه لكان الأمر هو أنها وقعت على التنازل إلى جانب فضيحة تؤدى إلى فصلها من عملها، إلى جانب هدم نفسيتها وتظل تعانى طيلة حياتها والسبب هو اخوتها.. حقيقى الأمر مرعب ومذهل بكل المقاييس، ولا يمكن لعقل أن يستوعب ذلك الأمر.. ترى ما الذى حدث للبشر؟

إن مثل هذه الإنسانة ستعيش طيلة حياتها فى حالة من الرعب وفى حالة نفسية غير جيدة، ولذلك فيجب على المجلس القومى للمرأة أن يتولى هذه الإنسانة بالرعاية وأن يوفر لها الأمان النفسى إلى جانب العلاج النفسى.. فالأمر احدث شرخا ضخما فى داخل نفسها ومن الصعوبة أن يشفى بسهولة.. الشكر والتقدير لمن أنقذ تلك الفتاة إلى جانب الشكر للشرطة ونأمل أن تأخذ حقها.

تلك الحادثة تجعلك ترى العار مجسدا.. هذا إذا فرضنا جدلا أن هؤلاء لديهم ذرة إحساس أو أنهم ينتسبون لعالم الإنسانية.. لكن مثل هؤلاء الأشخاص مات لديهم الإحساس وفقدوا إحساسهم بالعار الذى سيظل يلاقيهم طيلة العمر، وأفضل حال لهم أن يتخلصوا من حياتهم.. ولكن للأسف هم كائنات غير إنسانية. يجب فضح مثل تلك النماذج الشاذة.. لابد أن نجعلهم عبرة وان يعيشوا باقى حياتهم فى إذلال وانكسار لما فعلوه.. وللأسف ستجد من يقول لك انه الطمع وممكن نحل الأمور والمسامح كريم.. هذا للأسف ما يحدث فى مثل تلك الحالات المشينة.. أنا شخصيا أرى إن هناك حقا للمجتمع لابد أن يحاسبوا، فهم صورة رديئة لفئة ضالة وعلى المجتمع أن يقتص منهم لأفعالهم.

--

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال أكاديمية الفنون