هَذَا رَأْيِي
جرس إنذار للجميع
ما يشهده المجتمع المصرى فى الفترة الأخيرة من تزايد كبير فى معدلات الجرائم، خاصة الأسرية منها، والتى انتشرت بطابع دموى من قتل وذبح وتعذيب، وحالات الانتحار، جرس إنذار..للجميع، دولة وحكومة ومؤسسات وأفرادا.
الحادث الذى شهدته مدينه الإسماعيلية وفى أحد ميادينها وفى وسط النهار، حيث ذبح الجانى ضحيته فى الشارع وفصل رأسه عن جسده وتجول به فى الشارع، تلك الجريمة التى هزت مصر بأكملها بسبب دمويتها، وكونها ارتكبت فى وضح النهار وأمام المارة، وكذلك ما شهدته محافظة الفيوم من قتل الجانى زوجته وشقيقتها وحماته واحتجز عددا من أفراد أسرة زوجته وأبناءه؛ جرائم تستحق الوقوف أمامها ودراسة أسبابها ومسبباتها، فمن الخطأ أن تمر هكذا حوادث مرور الكرام.
بعيدا عما يردده الجناة من سبب ارتكابهم هذه الجرائم وأنها جرائم تتعلق بالشرف، فمثل هذه الاتهامات تحققها جهات التحقيق، وتكشف عنها أوراق القضية، ومن الخطأ أن ننساق وراء ادعاءات جناة وسوابق ارتكبوا جرائم يشيب لها الولدان وثبت أنهم متعاطون لمواد مخدرة غيبت وعيهم ونقلتهم إلى عالم الهلوسة واللاوعى.
المخدرات والأمراض النفسية هما الراعى الرسمى لارتكاب هذه الجرائم الدموية، وآخر هذه المواد المخدرة ما يطلق عليه الشابو أو الكرستال. السؤال الذى يطرح نفسة كيف تُرك هؤلاء يصنعون ويبيعون ويروجون بضاعتهم؟ من يحميهم ومن يتستر عليهم وما المقابل؟ والمتعاطون من يتركهم ويغض الطرف عنهم وكل منهم قنبلة موقوتة تتحرك بيننا ومعرضة للانفجار فى أى لحظة؟
زيادة معدل الجرائم يعنى حالة غياب الأمن الاجتماعي، والأمن الاقتصادى، فمعيار الأمن الاجتماعى منوط بقدرة المؤسسات الحكومية والأهلية فى الحد من الجريمة والتصدى لها، وأن حماية الافراد والجماعات من مسئوليات الدولة من خلال فرض النظام، وسيادة القانون.
الأمان هو نتيجة الأمن فكلما كان المجتمع أكثر أمنًا شعر أفراده بالأمان فزاد الإنتاج وعم الرخاء والسلام، فالأمن هو أحد المرتكزات الأساسية لنجاح عملية التنمية، والارتقاء، والتطور، والنمو بشتى المجالات.
جميع دول العالم تسعى لضمان وتأمين أمنها الاجتماعي، والسياسي، والاقتصادى والمائى والقومى وغيره من أنواع الأمن، وذلك لأن عدم تحقيق أى من أنواع الأمن يعوق تطور الدولة ونهوضها وتقدمها، لأن الخوف سيكون هو المهيمن على خطواتها، ومقيدا لتطلعاتها المستقبلية، ولهذا ومن الضرورى تكامل جميع أنواع الأمن فى أى مجتمع فهو الدلالة والمؤشر الحقيقى على وجود بداية فعلية لمستقبل أفضل.
ما يمر به المجتمع من غلاء فاحش ورسوم وضرائب وزيادة فى أسعار السلع والخدمات ومتطلبات الحياة يولد نوعا من الكبت المجتمعى ويزيد من حالات العنف والبلطجة والسرقة ويعرض أمن المجتمع الاقتصادى للخطر. نحن أمام ظواهر باتت وباءً يجب مواجهته جماعيا بدءًا من مركز البحوث الإجتماعية إلى وزارة الداخلية والمؤسسات الدينية. اعدموا تجار المخدرات، صانعيها وبائعيها ومروّجيها قبل أن يفلت زمام الأمور.
أوقفوا مشاهد العنف والقتل التى روّجها مجرمو السينما والتليفزيون حتى أصبحت الدماء مادة معروضة للفُرجة. أعيدوا إنتاج المسلسلات والبرامج الدينية والثقافية والفكرية الهادفة وأوقفوا هذا الفساد والإفساد فى أرض الله باسم الفن. اوقفوا مهرجانات التعرّى والعُهر.
ضرورة الالتزام الأخلاقى لمستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى ووسائل الاعلام عند تغطيتهم مثل تلك الحوادث. ربوا أبناءكم على الرجولة والنخوة والشهامة. أعيدوا دور الأزهر الشريف كمؤسسة دينية لها اليد العليا على الدعوة والدعاة.. أعيدوا دين الله إلى عباد الله ولا تُفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها.