رؤى
شخصية خيالية
نسب لأحمد بن عبدالله بن محمد البكرى، وكنيته أبوالحسن البكرى العديد من القصص الشعبية، ذاعت شهرتها فى اغلب البلدان العربية، قرئت فى المساجد والمقاهى، والمسامر، وصلتنا عدة عناوين، طبع أغلبها فى مصر والجزائر، منها: غزوة الأحزاب، فتوح اليمن، قصة إسلام الطفيل بن عامر الدوسى، الحصون السبعة، كتاب الأنوار فى مولد الرسول، ونسب أيضا إليه كتاب قصة فتوح البهنسا(بمحافظة المنيا بصعيد مصر) التى نشرت منسوبة للواقدى ولمحمد المعز.
خاطب فى قصصه العامة، لعب على العاطفة، وجنح بخياله بعيدا، اختلق العديد من الأحداث والشخصيات والأماكن والمكاتبات والحوارات، انطلق من شخصيات وأماكن ووقائع حقيقية: المدينة المنورة، غزوة الخندق، اليمن، الرسول (صلى الله عليه وسلم)، على بن أبى طالب، خالد بن الوليد.. إلى وقائع ومدن وأحداث وشخصيات خيالية، مزج بين الإنسان والجان، وحمل شخصياته قدرات غير بشرية، عبور البحار قفزا، الطيران، قتل العشرات والمئات، هزيمة الجان، مواجهة الوحوش والسباع، يحكى قصصه العجائبية راو مجهول شهد وسمع وحضر جميع التفاصيل، لغة وقاموس الشخصيات واحدة لا تختلف عن لغة وقاموس الراو. يصف الأماكن على مضض عند توظيفها فى الحدث.
منتقدوه أنكروا عليه الزج بالرسول والصحابة فى بعض قصصه، ووضع اخبار وحوارات على ألسنتهم مختلقه ودون سند، واشراكهم فى أحداث ووقائع ملفقة وغير حقيقية. عداء الكتاب والفقهاء لعبدالله البكرى كان أشد وأعنف من عدائهم للقصص والسير السابقة، وذلك لإقحامه الرسول والصحابة فى قصصه الخيالية، وصلت حدة العداء إلى إصدار فتاوى خاصة تحرم قصصه فى العراق( ابن الجوزى، ت597هـ، المواعظ) مصر(ابن كثير، ت774هـ، البداية والنهاية، الدميرى، ت 808هـ، شرح لامية العجم، القلقشندى، ت 821هـ، صبح الاعشى، ابن حجر، ت852هـ، لسان الميزان، السخاوى، ت902هـ الضوء اللامع، السيوطى، ت911هـ، الحاوى للفتاوى)، وفى المغرب(الونشريسى، ت914هـ، المعيار المعرب)، وفى تونس(ابن قداح، ت734هـ، المسائل الفقهية، البرزلى، ت841هـ، جامع مسائل الأحكام)، وفى دمشق(ابن تيمية، ت728ه، مجموع الفتاوى، الذهبى، ت748هـ، ميزان الاعتدال، الصفدى، ت 764هـ، شرح لامية العجم، ابن العجمى، ت841هـ، الكشف الحثيث، ابن الغزى، ت1167هـ، ديوان الإسلام).أعنف انتقاد لأعمال البكرى وجهه ابن تيمية فى مجموع الفتاوى، حيث ساوى بين قصصه ومن سبقها من شعبيات، وأفتى بقتله.
اللافت ان البكرى لم يرد على هذه الانتقادات فقد كانت المعركة من جانب واحد، والثابت مما وصلنا أن منتقديه لم يعاصروه، ولا يملكون مادة كافية عنه، وأنهم تعاملوا فقط مع قصصه، وهو ما يرجح عندنا بان البكرى شخصية وهمية، اختلقها الوراقون.