رؤى
كلية خنزير لإنسان
علميا نجحت التجربة، وتمكن الأطباء الأمريكان من الجمع بين أعضاء الحيوان والإنسان، قاموا بنقل كلية من خنزير، معدل وراثيا، إلى إنسان، وحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، تمت عملية الزرع على شخص كان على جهاز تنفس اصطناعى وتوفى دماغه. وفقا للجراح روبرت مونتغمرى، بدأت الكلى «على الفور تقريبا» فى إنتاج البول والفضلات. ويعتقد الطبيب أن الخنازير المعدلة وراثيا يمكن أن تصبح مصدرا «مستداما ومتجددا» لزراعة الأعضاء.
أكد روبرت منتجمرى الجراح الذى أجرى الجراحة أن جراحات النقل من الخنازير لن تتوقف عند الكلية، بل ستشمل جميع الأعضاء التى تصلح للإنسان، وهو ما سيحل مشاكل مئة ألف أمريكى فى قائمة انتظار الزرع، من بينهم أكثر من 90 ألفا بحاجة إلى كلية.
لا شك ما قام به الأطباء الأمريكان يعد خطوة هامة جدا فى مجال الطب، وقد تمت الجراحة بعد اجراء دراسات طويلة على كلى الخنزير ومقارنتها بكلية الإنسان، إلى أن انتهت الدراسات إلى نقل الكلية وإنقاذ المريض بعد وفاة دماغه.
هذا التطور العلمى يثير سؤالا على جانب من الخطورة، وهو هل يجوز الجمع بين أعضاء الإنسان والحيوان دينيا؟ هل الديانة اليهودية والإسلامية تسمح بذلك؟
تعالوا نضيف سؤالا آخر لا يقل أهمية عن السؤال السابق، وهو: ماذا لو كانت عملية الجمع بين الحيوان والإنسان سوف تنقذ الإنسان من الموت؟ هل الأديان تسمح بنقل كلية أو كبد أو غيرهما من حيوان إلى إنسان؟
مشيخة الأزهر ودار الإفتاء فى حاجة لدراسة هذه القضية، صحيح لن يفكر الأطباء المصريون ولا العرب فى اجرائها، كما أن المواطن العربى نفسه لن يقدم على عملية كهذه مهما كانت خطورة حالته، لكن نحن بحاجة إلى الوقوف على شرعية هذه النوعية من الجراحات، وتوضح لنا أسباب مخالفتها للشرع بالتفصيل.
ونحن بحاجة كذلك لدراسة النتائج المترتبة على عملية النقل، هل من آثار لكلية الخنزير على الإنسان؟ هل ستعمل على تغيير فى جسده؟ المفترض أن تتصل الهيئات البحثية فى مصر بالجراح الذى أجرى الجراحة، وتقف على جميع التفاصيل، وتحصل على جميع الدراسات وتعكف على دراستها.