رؤى
القطار 927
بداية، يجب أن أتوجه بالشكر إلى الفريق كامل الوزير وزير النقل على حسن اختياره لمساعديه، بالفعل يجيد اختيار الشخصيات القادرة على العمل والعطاء.
قبل يومين قررت فجأة السفر إلى مدينة الإسكندرية، فقد مللت من النوم فى المنزل منتظرًا جرعات الكيماوى، مقاومًا للآثار الجانبية، حركتى بالكاد من غرفة النوم إلى الحمام أو إلى السفرة لتناول وجبات الطعام، قلت لابد من الخروج من هذه الدائرة الضيقة، والنزول والتحرك بمفردى مهما كانت العواقب، يجب أن استمتع بركوب القطار، فأنا من عشاق الجلوس بجوار الشباك ومشاهدة قرانا ومدننا، كما أننى أعشق صوت نفير وصوت القطار، وكنت سعيدا جدا وهم يجهزون الحقيبة، فسوف أرى القطارات الجديدة التى تم استيرادها والتطوير الذى أدخله كامل الوزير على مرفق السكة الحديد.
صاحبنى ابنى إلى محطة مصر، وكان القطار التالى، هو قطار الساعة السابعة مساء، لم يجد تذكرة فى الدرجة الأولى، حجز فى الدرجة الثانية، العربة رقم 4، مقعد رقم 35، كان آخر مقعد بالعربة، أمام باب العربة الخامسة، فى العربة الخامسة كان بوفيه القطار، والحركة مستمرة، والباب لا يغلق على مدار الساعة، فجأة شممت رائحة الدخان، العديد من الركاب والعاملين يدخنون، كيف يسمح بالتدخين؟ وأين الكمسارى ومسئول الأمن ورئيس القطار؟ تحدثت مع بعض العاملين وبينهم أحد الكمسارية، دون فائدة، وبسبب إلحاحى طلبوا منى الانتقال من العربة إلى أخرى، رفضت وتمسكت بمقعدى.
لم أجد أمامى حيلة لوقف هذا التدخين سوى مراسلة الوزارة، كتبت رسالة على الوتساب إلى الأستاد محمد عز أحد المساعدين لوزير النقل، أظنه المتحدث الرسمى باسم الوزارة، شرحت له الوضع فى عشر كلمات، وللأمانة اعتقدت عدم انتباهه للرسالة أو عدم الاهتمام بها، خاصة وأن الساعة قد تجاوزت الثامنة أو التاسعة مساء، قلت فقد انتهى اليوم، ومن حقه الراحة والاستمتاع مع أسرته، رن محمولى بعد خمس دقائق فقط، وأبلغنى الأستاذ عز بالاتصال بالمسئولين فى السكة الحديد، وأن هذه المخالفة سوف تتوقف حالاً، واعتذر وتمنى لى رحلة سعيدة، وبحمد لله خلال دقائق بسيطة توقف التدخين، وأحكموا باب العربة.
راقبت الوضع لدقائق، ربما عادت ريما لعادتها القديمة، لكن شاهدت البعض، ربما مسئول الأمن، وربما بعض المسئولين فى القطار، وسمعت حديثًا عن مكتب وزير النقل، اطمأننت وعدت مرة أخرى إلى نافذة القطار أنظر وأتابع أضواء القرى وحركة الطرق، بعد أن أفسدوا علىّ متعتى لأكثر من ساعة أو ساعتين.
لهذا أتقدم بخالص الشكر مرة أخرى لمعالى وزير النقل لحسن اختياره رجاله، والشكر موصول للأستاذ محمد عز.