رؤى
تكريم اسم محمود العربى
لكل بلد رموزها، والرمز هو من خدم أو أبدع أو ضحى أو رفع راية وطنه فى مجاله وتخصصه، مثل بعض: الزعماء والأدباء والكتاب والفنانين والعلماء والشهداء، والقادة والوزراء وغيرهم، والبلدان المتحضرة تدفع بهؤلاء الرموز إلى مقدمة الصفوف فى حياتهم وبعد وفاتهم، بتكريمهم وتسليط الضوء على سيرتهم الذاتية لكى يكونوا قدوة للشباب والنشء، خاصة وأن أعمالهم حفرت أسماءهم بحروف من ذهب فى كتب التاريخ.
ومصر مليئة بهذه الرموز، منهم العسكرى ومنهم المدنى، العشرات ممن خدموا هذا الوطن بتفان فى أوقات وظروف عصيبة جدا، وقد سبق وطالبنا فى مقالات سابقة بالكشف عن رموز الوطن، والدفع بها إلى مقدمة الصفوف، وتسليط الضوء على ما قدموه لبلادهم، واقترحنا إطلاق أسمائهم على المشروعات القومية ومنحهم أوسمة الدولة، وأشرنا إلى بعض الأسماء مثل المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء الأسبق، واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية قبل وبعد ثورة يونيو.
واليوم نكتب عن أحد العصاميين الذين بدأوا حياتهم من الصفر، وهو الحاج محمود العربى رحمة الله عليه، أحد أهم رجال الأعمال فى مصر، سيرة هذا الرجل تشعر أى مصرى بالفخر، عمل وكد واجتهد حتى وصل إلى بناء قلعة صناعية كبيرة يشار لها بالبنان.
الحاج محمود العربى رحمه الله حكى سيرته، وصدرت فى كتاب منذ عدة سنوات، وقد استمتعت بحكاياته، بدأ العمل فى عمر الست سنوات، كان يدخر ثلاثين قرشا، أوصى شقيقه الأكبر أن يشترى بها «بلالين وبمب وحرب أطاليا» ووضعها على المصطبة المواجهة لبيتهم فى قرية أبورقبة، مركز أشمون منوفية، وباعها للأطفال فى عيد الفطر، وكرر التجربة نفسها فى عيد الأضحى والأعياد التالية، وفى سن العاشرة نزل مع شقيقه إلى القاهرة ليبدأ عمله فى التجارة، ومن التجارة انتقل إلى الصناعة، سر حياتى أو حكاية العربى يجب أن يقرأها الشباب، فهى حكاية عمل وكد وأمانة لرجل نفتخر جميعا بعصاميته.
محمود العربى هو أحد رموز هذا الوطن، وسيرة حياته وأعماله حفرت اسمه فى تاريخنا المعاصر، والمفترض أن تعمل الدولة على تكريمه وإطلاق اسمه على أحد المشروعات القومية، ولما قدمه لهذا الوطن.