بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

رؤى

الموسيقى

هل الله يكره الموسيقى؟، لماذا يكرهها إذا كان هو الذى خلقها؟، قبل أن نجيب عن هذا السؤال يجب أن نعرف أولا: هل الله يحب ويكره؟، ألا يعد هذا تشبيها بالإنسان؟، الذى يعود للقرآن الكريم يكتشف أن الله عز وجل نسب لنفسه الكراهية والمقت، فى قوله:» كره الله انبعاثهم فثبطهم ــــــ التوبة: 46»، وقوله:» كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها ـــــ الإسراء: 38»، وفى قوله:» لمقت الله أكبر من مقتكم ـــــــــــ غافر: 10»، إذا كان الله يجب ويكره، فهل سبحانه وتعالى يكره الموسيقى والغناء؟.

اللافت أنه الله عز وجل حدثنا فى القرآن الكريم عن الأصوات وأنواعها، ولم يذكر كراهيته أو تحريمه لموسيقى، ذكر الصوت الخاشع فى قوله بشكل عام:» وخشعت الأصوات للرحمن ـــــ طه: 108»، والصوت المرتفع فى قوله للمؤمنين:» لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبى  الحجرات: 2»، والصوت المنخفض فى قوله:» إن الذين يخفضون أصواتهم عند رسول الله ـــــــــــ الحجرات: 3»، كما أن الله عز وجل لم يغفل الأصوات الحسنة من الأصوات القبيحة، إذ إنه ضرب لنا مثالا بالصوت القبيح بقوله تعالى:» إن أنكر الأصوات لصوت الحمير ـــــ لقمان: 19»، كما نبهنا إلى درجة الصوت التى قد تجر بعض المؤمنين لعمل المعصية، وذلك بقوله للشيطان:» واستفزز من استطعت منهم بصوتك ــــــ الإسراء 64».

وإذا كان الله عز وجل لم يكره الموسيقى ولا الغناء، وإذا كان سبحانه وتعالى لم يحرمهما علينا، فلماذا إذن ادعى البعض أن الرسول عليه الصلاة والسلام يكرهها؟، ولماذا يقال إنه حرمهما؟، وهل يجوز للنبي(أى نبى) أن يحرم ما لم يحرمه الله عز وجل؟، وهل كل الغناء حلال؟، ومتى يكون مكروها؟.

الذين حرموا الموسيقى والغناء وصلوا لرأيهم الفقهى بداية من القرآن الكريم، إذا أنهم استندوا إلى قوله تعالى:» ومن الناس من يشترى لهو الحديث ليضل عن سبيل الله ــــــ لقمان:6»، ففسروا لهو الحديث بالموسيقى والغناء وبكل ما يبعدك عن ذكر الله، وقد قال بهذا الرأى عبدالله بن مسعود، ومجاهد، وابن عباس، وقد فسر آخرون لهو الحديث بالشرك، ومنهم الضحاك، وابن زيد، وقد رفض الطبرى فى تفسيره الرأيين وخرج بتفسير أقرب لنص الآية وهو: «كلّ ما كان من الـحديث ملهياً عن سبـيـل الله»، ودعم رأيه هذا بقوله: إن الله عز وجل ذكر لهو الحديث بشكل عام ولم يخصص بعضا دون بعض». 

 كما استشهد نفس الفريق من القرآن كذلك بقوله للشيطان:» واستفزز بصوتك ـــــ الإسراء 64»، حيث قاموا بتأويل درجة صوت الشيطان التى يستفزز بها المؤمنون بالمزمار والدف والطبل، وقد عبر عن هذا التأويل مجاهد، ورأى آخرون صوت الاستفزاز بكل دعوة للمعصية وقال به ابن عباس.

[email protected]