بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

اللقاح إجباريًا!

حتى ساعته تعاطى اللقاح مصريًا (طوعيًا واختيارًا)، أرجو ألا نضطر فى قادم الأيام لفرض تعاطى اللقاح فرضًا، أقله على (فئة) المتعاملين مع الجمهور فى سياق الخدمات العامة خاصة الخدمات الطبية، اتقاء للعدوى.

يكملها بالستر، الدعوات الطيبات لا تمنع العدوى، والبصل والثوم والكرات، والشلولو، والوصفات البلدية لم تثبت نجاعة أمام فيروس شرس متحور!

اللقاح متوفر، وبالمجان، وجلبته الدولة المصرية بالمليارات، دفعنا ثمنه من دم القلب.

إذن، لماذا التقاعس عن التطعيم بالمجان؟!

لسنا استثناء، لا يزال عدد كبير من الناس حول العالم مترددين فى الحصول على اللقاحات. ووفقًا لتقرير حديث صادر عن صندوق النقد الدولى، تتراوح نسبة هؤلاء بين ١٠ فى المئة و٢٠ فى المئة فى المملكة المتحدة، و٥٠ فى المئة فى اليابان، و٦٠ فى المئة فى فرنسا.

لافت تحول الأمر إلى ما يشبه الحرب الثقافية على وسائل التواصل الاجتماعى، إذ وصف العديد من المعلقين عبر الإنترنت المترددين فى الحصول على اللقاح بأنهم ببساطة جاهلون أو أنانيون.

لكن علماء النفس المتخصصون فى اتخاذ القرارات الطبية يقولون إن هذه الخيارات غالبًا ما تكون نتيجة للعديد من العوامل المعقدة التى يجب معالجتها بحساسية، إذا كان لدينا أى أمل فى الوصول إلى مناعة على مستوى السكان.

مصريًا، رفض تعاطى اللقاح يحتاج إلى تحرك عرضى بعرض البلاد، فيه روح شريرة تحرض ضد اللقاح، وتبلبل العقول، عدد متعاطى اللقاح أقل من المطلوب ونحن على أبواب الموجة الرابعة، دعك من عدد الإصابات المسجلة، هذا نذر يسير، أقل القليل، عدد الإصابات أكثر كثيرًا من تقرير وزارة الصحة اليومى.

دول عظمى أمام التقاعس الصامت عن تلقى اللقاح لجأت إلى سياسات تحفيزية، الرئيس الأمريكى «جو بايدن» مثلًا لفت حكام الولايات إلى تقديم حافز بقيمة (١٠٠ دولار ) للحاصلين على اللقاح مؤخرًا، وسياسات عقابية أيضًا، العصا والجزرة، يقرر تطعيم العاملين فى القطاع الفيدرالى، وهم يمثلون أكبر قوة عاملة فى البلاد ويصل عددهم إلى مليونى شخص، وسوف يتعين على العاملين إبراز ما يثبت حصولهم على اللقاح أو الخضوع لاختبار إلزامى للكشف عن الإصابة وارتداء الكمامة.

ما لجأ بايدن إلى سياسة الحوافز إلا الشديد القوى، هناك بعض عزوف (أمريكي) وبالتبعية عالمى عن تعاطى اللقاحات، وهذا يتطلب دراسات نفسية عالمية معمقة عاجلة.

لماذا يعزفون عن تعاطى اللقاحات، فبرغم تزايد عدد الوفيات، ومعدلات الإصابة، وصيحات الفزع، لا تزال قطاعات ضخمة تأنف اللقاحات على أنواعها، لماذا، سؤال يلف رأس الكرة الأرضية، ويصيبها بالدوار!

لماذا يخشون اللقاح، عجبًا يخشون اللقاح أكثر من خشيتهم من كورونا، للأسف هناك حالة رفض غير مفهومة، رغم كل الدراسات تشى بنجاعة اللقاحات، بعض الإحصاءات الحديثة من المملكة المتحدة، تتبعت أكثر من ٢٠٠ ألف شخص قد وجدت أن كل مشارك تقريبًا قد كون أجسامًا مضادة للفيروس فى غضون أسبوعين من الحصول على الجرعة الثانية من اللقاح.

وعلى الرغم من المخاوف الأولية من أن اللقاحات الحالية قد تكون أقل فعالية ضد سلالة «دلتا» من وباء كورونا، تشير تحليلات إلى أن لقاحى استرازينيكا وفايزر بيونتيك يقللان معدلات نقل المرضى للمستشفيات بنسبة تتراوح بين ٩٢ و٩٦ فى المئة، ودراسة (مكتب الإحصاء الوطنى وجامعة أوكسفورد) تقطع بأن اللقاحات تشكل استجابة قوية للأجسام المضادة فى جميع الفئات العمرية.

خلاصته، «اللقاح هو الحل» مع احتراز وجوبى، أن الباحثين لا يعرفون حتى الآن بالضبط مقدار استجابة الأجسام المضادة، وإلى متى، المدة اللازمة لحماية الأشخاص من الإصابة بكوفيد- ١٩ على المدى الطويل، ولكن خلال العام المقبل، من المفترض أن تساعد المعلومات الواردة من الدراسة فى الإجابة عن هذه الأسئلة.