بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

رؤى

فى المعاجم

فى ظنى أن الحياد الحقيقى الوحيد هو الحياد الموجود فى المعاجم اللغوية، فهو مجرد تعريفات، أحرف وكلمات، من الصعب العمل بها بعيدا عن صفحات المعجم، لذلك علينا أن نعود دائما إلى المعاجم عندما تتصاعد الانتقادات، وننصح من يتضررون من الانحياز أو عدم الحياد الإعلامى بأن يقرأوا مادة حاد بالمعاجم، ربما اطمأنوا بعض الشيء، وكما يقال: أهو كله حياد.

بداية يجب أن نؤكد أنه لا حياد فى وسائل الإعلام التى تمتلكها الحكومة أو القطاع الخاص، سواء كانت صحفا أو مجلات أو محطات فضائية أو حتى مواقع إلكترونية، لأنها صدرت لكى تعبر عن سياسة مالكها، والحديث عن حيادها فى تناول القضايا المثارة ضرب من الخيال.

الحياد الإعلامى مستويات، يحقق فى بعض المواد ويحطم فى بعضها، يمكن العمل به فى الأخبار، والتقارير، والتحقيقات، الحوارات، ويصعب ضبطه فى المقالات، الحياد فى السياسة منه الإيجابي: وفيه لا يتم الانحياز لطرف دون طرف، ومنه السلبي: وفيه الانحياز لأحد الأطراف.

بالنسبة للإعلام الأجنبى المفترض أن يتناول أحداث البلدان الأخرى بموضوعية، بأن تعطى مساحات مماثلة للأطراف المتنافسة أو المتصارعة، لأنها ببساطة شديدة ليست ذات مصلحة فى الصراع الدائر على الحكم فى البلدان الأخرى، وصعود أحد الأطراف بمساندة الأغلبية هو خيار محلى من أصحاب الشأن، لكن تبنى القناة الأجنبية لخطاب أحد الأطراف المتنازعة يخرج القناة من موضوعيتها، ويعد بالفعل تدخلا فى شأن آخرين، إضافة إلى أنه يميل من كفة الصراع لصالح أحد الطرفين، وهو ما يعنى فى النهاية تحقيق مصلحة أو أجندة أجنبية لمالكى القناة فى البلدان التى تشهد صراعات سياسية.


[email protected]