بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خط أحمر

نجلاء ليبيا التى تجدد ذكرى المختار!

 

 

 

رغم أن السيدة نجلاء المنقوش، وزيرة الخارجية الليبية، قضت فى منصبها أسابيع معدودة،  إلا أنها استطاعت خلال هذه الأسابيع القليلة أن تلفت الانتباه وأن تجذب الأنظار!

فهى عضو فى حكومة انتقالية معروفة بأنها حكومة وحدة وطنية، وأنها جاءت إلى موقع الحكم بتوافق بين الليبيين، وبهدف محدد هو تجهيز البلاد وإعدادها للذهاب إلى انتخابات على مستوى البرلمان والرئاسة ستجرى فى الرابع والعشرين من ديسمبر المقبل!

ومن الطبيعى ألا تستطيع البلاد الذهاب إلى انتخاباتها، إذا بقيت الميلشيات فى طرابلس العاصمة وفى ضواحيها منذ توافدت على ليبيا أيام حكومة فايز السراج السابقة!

هذا طبيعى ويقول به كل منطق سليم، ولذلك، فإن المنقوش قد جعلت من هذه القضية قضيتها الأولى فى وزارة الخارجية.. فهى لا تكاد تظهر فى أى مناسبة عامة، إلا وتسارع إلى إثارتها من جديد، وإلا وتنبه تركيا إلى أنها إذا كانت ترغب فى علاقات قوية مع الليبيين، فليس أمامها سوى سحب كل عنصر من عناصر الميلشيات التى جاءت به إلى الأراضى الليبية أيام السراج!

ومن الواضح أن هذه اللهجة القوية من جانب الوزيرة لا تريح الأتراك فى أنقرة، ولا تأتى على هوى الرئيس التركى رجب طيب اردوغان، ولا بالطبع على مزاج كل عناصر الميلشيات التى جاءت على يديه إلى طرابلس وقت أن كان السراج فى الحكم!

ولذلك بدأت المنقوش تتلقى تهديدات إذا لم تتوقف عما تثيره بهذا الشأن فى كل مناسبة، ولكن التهديدات لم تزدها إلا تمسكًا بما تقوله، وإلا وقوفًا إلى جوار بلادها فى سبيل الوصول بسلام إلى موعد الانتخابات، باعتباره الموعد الذى ستعود فيه الدولة الليبية دولة مؤسسات لا ميلشيات!.. وفى هذا السبيل فإن الوزيرة الشجاعة لم تترك وسيلة إلى تأكيد ما تقوله فى هذه القضية بالذات وفى غيرها عمومًا إلا واستخدمتها!

ومن ذلك أنها زارت اقليم فزان فى الجنوب.. ومن هناك راحت تثير قضية أخرى هى أن بلادها لن تعمل حارس حدود لأوربا ضد المهاجرين!

وليست قضية الميلشيات ولا قضية المهاجرين سوى عينة من بين قضايا كثيرة لا تتوقف الوزيرة عن إثارتها بشجاعة ملحوظة، ولا تيأس من يقينها فى قدرة بلادها على الانتصار فيها كلها!.. فكأن نجلاء المنقوش هى عمر المختار فى هذا العصر، ولكنه المختار الدبلوماسى لا المحارب الذى نعرفه!