رؤى
طائرات الحوثيين المسيرة
أذاعت قناة العربية الفضائية، أول أمس، بيانًا لتحالف الشرعية فى اليمن، تضمن معلومة شديدة الأهمية، تفيد بأن التحالف اعترض 659 طائرة مسيرة حوثية مفخخة، تم إطلاق هذه الطائرات لضرب منشآت فى المملكة العربية السعودية خلال 6 سنوات، وفى الـ24 ساعة الأخيرة، قبل صدور البيان، قامت الدفاعات الجوية بإسقاط 17 طائرة مسيرة مفخخة.
بالطبع الطائرات المسيرة غيرت قواعد الحرب الحديثة، وبعض البلدان مثل أمريكا وروسيا والصين وإيطاليا وبريطانيا وتركيا وإسرائيل وإيران وغيرها اهتموا بصناعة الدرونز واستخدامهما فى الاستطلاع وفى ضرب أهداف بعينها، وقد أتاحت الحرب فى سوريا والعراق واليمن وليبيا فرصة تطويرها.
وأهمية الدرونز حسب التقارير التى اطلعنا عليها فى رخص ثمنها، فقد يبدأ سعر التكلفة فى بعض البلدان من 300 دولار إلى 3 آلاف دولار، فضلًا عن قدرة التخفى عن أجهزة الرصد، ووفق تقرير ألمانى عن صناعة إيران للدرونز أفادت باستخدامها لمحركات ألمانية وسويسرية، ووحدات تحكم صينية، وأجهزة استشعار إيطالية
وأوضحت الوثائق أن الإيرانيين اشتروا محركات ألمانية عن طريق شركة يونانية فى 22 يونيو 2015، ثم انتقلت المحركات بعدها بـ10 أيام على متن رحلة للخطوط الجوية التركية إلى شركة فى طهران، ومنها نقلت إلى اليمن سرا، حيث جرى تجميع الطائرة المسيرة يدويًا استنادًا لتكنولوجيا إيرانية.
والملفت فى التقارير التى اطلعنا عليها تشير إلى تصنيع إيران أكثر من نوع، وأنها طورت بعضها بعد استخدامها فى اليمن وفى العراق وفى سوريا، وأشارت التقارير إلى أن إسرائيل وتركيا وإيران تحتل المراكز الأولى فى صناعة الدرونز بمختلف أنواعها وقدراتها، وأن الحروب القادمة لن تعتمد على الأسلحة الثقيلة الغالية الثمن، بل ستعتمد على الطائرات المسيرة لتجنب الخسائر المالية.
السؤال الذى يطرح نفسه: من الذى يمول تكلفة الطائرات التى يطلقها الحوثيون؟ القناة الأولى الألمانية نقلت عن جايسون جى الذى عمل لمدة عام كعميل سرى فى دولة قطر لجمع معلومات عن تمويل الإرهاب، قوله «الموارد المالية لشراء المحركات وتصنيع الدرونز التى تصل فى النهاية لأيدى الحوثيين، تأتى من قطر».
تقرير التليفزيون الألمانى تمت إذاعته العام الماضى، قبل المصالحة الخليجية وقمة العلا، قد تكون معلومة التمويل غير صحيحة، لكن المؤكد أن هناك طائرات مسيرة إيرانية بأعداد كبيرة يطلقها الحوثيون من اليمن لضرب مواقع ومنشآت داخل الأراضى السعودية، كيف تصل اليمن؟ ومن يسدد ثمنها؟