رؤى
بإشراف أجنبى مؤقت
كثيرًا ما طالبنا هنا بتوطين صناعة بعض السلع الاستراتيجية، السكك الحديد، السفن، الطائرات، الغواصات، الأسلحة، الأدوية، الملابس، الأجهزة الطبية، والسيارات، وغيرها مما تحتاجه البلاد، منها لإقامة اقتصاد قوى، وتشغيل آلاف من الشباب، ومنها فتح المجال للبحث والابتكار، ومنها كذلك توفير ملايين الدولارات التى نستورد بها هذه الصناعات، ومنها أخيرًا وهو الأهم أن نستقل بقرارنا السياسى.
وقد طالبنا الحكومة فى مقالات سابقة بأن تستفيد من الاتفاقيات التى تبرمها لشراء معدات، وأسلحة، وعربات جرارات، وعربات سكك حديدية ومترو، وسيارات، ومحطات كهرباء، وطائرات، وخطوط إنتاج، بالاتفاق على إنشاء خطوط لتصنيع بعض أو أغلب مدخلاتها فى مصر.
وقبل إن نعمل على توطين الصناعة يجب أن نقوم بتدريب أولادنا الشباب خريجى الهندسة، والمدارس الفنية على التصنيع والتصميم والتنفيذ، والعمل على إكسابهم الخبرة والمهارة الفنية والصناعية والتنفيذية، لكى يقوموا فى المرات القادمة بتنفيذ ما نحتاجه من إنشاء خطوط أو صيانتها وتطويرها، يجب أن نرسل بعض شبابنا إلى البلدان المصنعة لاكتساب الخبرات، وإعادتهم على الخطوط ومراكز البحث.
واقترحنا فى بعض المقالات الدفع بالصناعات الصغيرة إلى المشاركة فى تصنيع بعض مدخلات ومكونات ما يتم تصنيعه فى مصر، على سبيل المثال فى صناعة السيارات، يتم توزيع بعض المكونات على المصانع الصغيرة، مثل الكبلات، السيور، البوجوهات، البساتم، فوانيس الإضاءة، المراوح، تكييف السيارة، تيل الفرامل، الرفارف، وغيرها، وهذا النظام سوف يساعد على اقامة قاعدة صناعية فى البلاد، يشارك فى هذه القاعدة القطاع الخاص.
وقد اقترحنا من قبل ربط المدن الصناعية ببعض الصناعات، مثل صناعة الغزل والنسيج، وصناعة السفن، وصناعة عربات السكك الحديدية، وغيرها من الصناعات التى نفكر فى توطينها، تخصيص مدينة بعينها لتصنيع موكونات سلعة بعينها، وعملية التخصيص هذه سوف تضمن للمصانع الصغيرة منفذا دائمًا لتوزيع المنتج، بدلًا من بحث أصحابها عن منافذ لبيع منتجها غير المرتبط بصناعة ما.
صحيح نحن لا نمتلك خبرات فى العديد من التخصصات والمجالات، وصحيح أن هذا الاتجاه سوف يكون مكلفًا ويحتاج لأموال طائلة وإلى فنيين وباحثين على خبرة وماهرة، لكن هذا لا يعنى أبدًا أن نعتمد على الاستيراد طوال عمرنا، يجب أن تستفيد الدولة من كل مشروع تقوم شركة أجنبية بتنفيذه، نعلم أولادنا الخبرة، والمهارة، والصناعة، حتى لو كانت بإشراف مؤقت من الأجانب.