بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

رؤى

إدارة الأجانب للمشروعات

 

الحكومة مطالبة بأن تعيد النظر فى استقدام شركات أجنبية لإدارة بعض المرافئ، مصر ليست من البلدان الغنية، وشعبها ليس غبيًا أو عاجزًا أو جاهلًا، ونظنه قادرًا على استيعاب ما يتعلمه بسهولة، واتجاه الحكومة إلى التعاقد مع شركات فرنسية أو كورية أو صينية أو بريطانية أو أمريكية لإدارة بعض المشروعات لعدة سنوات طويلة فيه عدم ثقة بعقلية وقدرة المواطن، وفيه إهدار للمال العام، وفيه تبديد لقدرات الشباب.

قيل إن الحكومة تعاقدت مع شركة فرنسية لإدارة مترو الأنفاق، مدة العقد 15 سنة، وهى مدة طويلة جدًا، تعنى أن الحكومة استقدمت الشركة ليس لنقل خبراتها للمصريين بل للبقاء.

كنا نظن أن تقوم الحكومة بالتعاقد مع الشركة الفرنسية لإدارة وتدريب الفنيين المصريين لمدة سنة أو سنتين على أكثر تقدير، أما أنها تتعاقد لمدة 15 سنة، فهذا يعنى أنها لا تفكر فى نقل الخبرات على الإطلاق.

واتجاه الحكومة إلى تعيين المهندسين فى مهنة قيادة قطارات السكة الحديد ومترو الأنفاق، بدلًا من إكسابه خبرات الإدارة من الأجانب، هو تبديد لقدرات المصريين، قيادة القطار أو المترو أو المونوريل مهنة يمكن تدريب خريجى المدارس عليها بسهولة مهما تطورت وتعقدت تكنولوجيا القطارات.

الطبيعى أن تدفع الحكومة بالمهندسين إلى اكتساب خبرات الصيانة والإدارة والتحديث، سواء بإيفادهم إلى الخارج أو بمساعدتهم الأجانب فى إدارة المشروعات المصرية، لكن استبعاد المؤهل علميًا وإسناد له وظائف أدنى من قدراته ودراسته هو جريمة فى حق الوطن، لأنه يعد خطوة نحو تفريغ الوطن من قدراته وعقوله المؤهلة للتحديث والتطوير.

محمد على باشا استلم مصر على البلاط كما يقولون، لا صناعة ولا صحة ولا تعليم، أنشأ المدارس والمصانع، وأرسل البعثات إلى الخارج لاكتساب الخبرة والعودة بالعلم والحداثة إلى بلادهم لكى يعلموا أبناء الوطن الصناعة الحديثة وغيرها. كما أنه استعان ببعض الخبراء الأجانب للتنفيذ ونقل الخبرة للمصريين وليس للتنفيذ والتعليم والإدارة لمدى الحياة.

اقترحنا فى مقالات سابقة أن تتضمن عقود شراء آلات أو معدات حديثة بنودًا لتعليم وتدريب أولادنا خلال عملية التصنيع على التصنيع والصيانة، أما أن نشترى مثل البلدان الغنية ونسند إدارة المشروعات للمصنع فهو حكم بالإعدام على الشعب، وجعله شعب بليدًا كسولًا جاهلًا، متى يكتسب الخبرات، وكيف يكتسبها، هذا التفكير سيجعلنا نعيش عالة على الأجانب طوال حياتنا، نشترى المنتج ونترك لمنتجه إدارته وصيانته وتحديثه، وماذا عن أولادنا؟، ماذا عن خريجى الجامعات؟

السؤال الذى يقلق أى مواطن هو: مصر عرفت مترو الأنفاق والسكك الحديدية منذ سنوات طويلة، فهل بعد كل هذه السنوات لم يتعلم أولادها المهندسون والفنيون صيانتها وإدارتها؟

 

[email protected]