بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

رؤى

تدخل السماء

الرواية الأولى لكيفية خروج الرسول من منزله ومن مكة مهاجرا إلى المدينة، وصلتنا عبر ابن هشام(ت 213هـ) فى سيرته، ونقلها عنه ابن سعد(ت 230هـ) فى طبقاته، والطبرى(ت 310هـ) فى تاريخه، مفادها اجتماع قيادات قريش فى دار قصى بن كلاب لتدبر أمر الرسول، حضر ابليس الاجتماع فى هيئة شيخ من نجد، وتم الاتفاق على اختيار شاب عن كل قبيلة واقتحام بيته وقتله، سيدنا جبرائيل حذر الرسول من المبيت فى فراشه، الرسول طلب من الإمام على بن أبى طالب النوم مكانه، ونبه عليه، حسب الطبرى وصاحب السيرة الحلبية(ت1044هـ) ابلاغ سيدنا أبو بكر، عند حضوره للمنزل، أن يلحق به إلى الغار ويحضر معه الطعام وراحلة ودليل يرشده إلى المدينة، الحاكم(ت 405هـ) فى المستدرك، أكد واقعة تكليف الرسول لعلى بن أبى طالب بالنوم فى فراشة بخبر رواه الإمام، وأوضح فيه أن الرسول أخذه قبل نومه إلى الكعبة لتكسير الأصنام، والطبرى أشار إلى حضور أبى بكر إلى البيت وتلقيه رسالة النبى، واليعقوبى(ت 292هـ) ذكر أن الله عز وجل أمر جبريل وميكائيل أن ينزلا إلى بيت الرسول لكى يحفظا سيدنا على، وجلس احدهما عند رجليه والآخر عند رأسه، والله عز وجل حسب الرواية أعمى أبصار من يحاصرون المنزل، ونثر الرسول عند خروجه التراب على وجوههم، ثم توجه(رواية الطبرى) إلى الغار ولحق به أبو بكر، ابن سعد فى طبقاته قال إن الرسول لم يتوجه للغار بل إلى دار أبى بكر، فكان فيه إلى الليل، ثم خرج هو وأبو بكر فمضيا إلى غار ثور».

اللافت فى هذه الرواية التدخلات الغيبية أو الحضور الطاغى للسماء فى جميع تفاصيلها، ابليس يشارك فى اجتماع قيادات قريش فى هيئة شيخ من اهل نجد وايعازه إليهم بكيفية قتله، وتحذير جبرائيل للرسول من المبيت فى الفراش وابلاغه بمخططهم، وقيام جبريل وميكائيل بالمبيت مع الإمام على لحمايته، وقيام الله عز وجل بغشاوة أبصارهم، وهذه التدخلات كانت المحرك الرئيسى للأحداث، وهو ما يطرح العديد من علامات الاستفاهم، لماذا ذهب الرسول إلى منزله وانتظر إلى المساء ومحاصرة منزله وهو قد سبق وتلقى خبرا من سيدنا جبرائيل بتفاصيل مخطط القتل؟ لماذا لم يهرب؟ ولماذا عاد إلى منزله وكلف الإمام على بالمبيت فى فراشه؟

سؤال آخر على قدر من الأهمية، إذا كان الله عز وجل أغشى أبصارهم وأعماهم لكى يخرج الرسول من بيته، لماذا لم يصطحب الإمام على معه؟ ولماذا تركه فى فراشه؟. السؤال الثالث: لماذا حاصر الكفار المنزل ولم يقتحموه؟ لماذا انتظروا خروجه لكى يقتلوه ولم ينفذوا جريمتهم وهو نائم فى فراشه؟ والسؤال الأخير: هل توجه الرسول مباشرة إلى الغار أم إلى منزل أبى بكر؟ وللحديث بقية.

[email protected]