رؤى
تكريم وزير الضباط الملتحين
تتذكرون بالطبع قضية الضباط الملتحين التى بدأت خلال حكومة د.كمال الجنزورى، هذه الوزارة تم تكليفها من المجلس العسكرى، واستمرت حوالى تسعة أشهر، من 7 ديسمبر 2011 إلى 25 يونيو 2012، وقدمت استقالتها بعد فوز د.محمد مرسى بالرئاسة، أسندت حقيبة وزارة الداخلية إلى اللواء محمد إبراهيم يوسف، وهو يسمى محمد إبراهيم الأول أو الكبير تمييزا عن اللواء محمد إبراهيم مصطفى الذى تولى وزارة الداخلية خلال فترة تولى الإخوان وخلال حكم الرئيس السيسى، وقد سبق وكتبت عنه قبل أيام.
الصديق والزميل الصحفى النابه طيب القلب يسرى شبانة الذى قضى حياته الصحفية فى قسم الحوادث محررًا ورئيسًا للقسم ومديرًا للتحرير المسئول عن القسم، نبهنى بعد كتابتى عن اللواء محمد إبراهيم أن بعض القراء خلط بين الإبراهيمين، يوسف ومصطفى، وقلت له إننى أخطط للكتابة عن بعض أو معظم وزراء الداخلية منذ قيام ثورة يناير وحتى الوزير الحالى محمود توفيق، ضمن من سأكتب عنهم من المدنيين الذين خدموا مصر خلال هذه الفترة العصيبة، وأطالب بتكريمهم وإطلاق أسمائهم على بعض المشروعات القومية، ومنحهم أوسمة الجمهورية، وذلك لتوليهم البلاد فى فترة عصيبة وشديدة القسوة والعنف، شهدت إضرابات أمنية كادت أن تطيح باستقرار ووحدة هذا الوطن، ومن بينهم اللواء محمد إبراهيم يوسف بطل واقعة الضباط الملتحين.
المشكلة الخطيرة التى واجهت مصر بعد ثورة يناير، كانت أمنية فى الأساس، صحيح كانت كذلك اقتصادية، لكن الخلل الأمنى الذى واجهته البلاد كان عنيفًا جدًا، بعض المجرمين والإرهابيين أطلقوا من السجون، وتم استغلال بعضهم فى نشر الفوضى، وكان شبابنا يهتفون صباحًا ويسهرون مساء لحماية الشوارع والبيوت من المجرمين واللصوص.
وكانت مهمة أى وزارة أن تعمل على إعادة الأمن المفقود، وحماية مؤسسات الدولة من المخربين وأصحاب الأجندات ومن هدم وزارة الداخلية، واللواء محمد إبراهيم يوسف حمل هذا العبء هو وأعوانه فى الوزارة ومديريات الأمن، وأخطر ما واجهه ليس الآلاف الذين كانوا يحاولون اقتحام الوزارة أو المديريات، بل ما كانت تحيكه الجماعة لضرب الوزارة من الداخل، عندما دفعت ببعض الضباط وضباط الصف لإعلان العصيان والدعوة إلى إطلاق العاملين بالوزارة لحاهم، وفوجئ محمد إبراهيم يوسف، وفوجئنا معه بمجموعة من الضباط مطلقى اللحى تقف أمام الوزارة تهتف وتصرح وتطالب، وكان مجلس النواب بأغلبية إخوانية، ويتولى رئاسته د. سعد الكتاتنى.
لا أخفى عليكم قلبى طب، قلت: الإخوان بتركب، ومصر هتتحول لأفغانستان جديدة، وطالبان ستأمرنا بارتداء الجلباب وإطلاق اللحى، وهتهدم الأهرامات والكرنك وتلغى السينما والموسيقى والرسم والملاكمة والباليه. لكننا فوجئنا جميعا بموقف الوزير، ورفضه وبشدة محاولة تفتيت الوزارة والسماح بإطلاق اللحى، هذا الوزير اسمه محمد إبراهيم يوسف، والتاريخ سيسجل له موقفه فى هذه القضية، ومن حقه علينا أن نطالب بتكريمه وإطلاق اسمه على أحد المشروعات ردًا وتقديرًا لما قدمه.