بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

ينتهى الصراع عندما يبدأ الامتنان !

نيل دونالد والش مؤلف أمريكى لأفضل الكتب مبيعاً فى العالم ، ثلاثية « حوار مع الله « الشهيرة ، يقول : ينتهى الصراع عندما يبدأ الامتنان « !

**

بجهد صادق حقنا للدماء، وحفاظا على الأرواح، وفتح معبر لمرور الأفكار السلامية نجحت الدبلوماسية المصرية فى إيقاف عجلة الحرب الطاحنة بين الاحتلال الإسرائيلى والمقاومة الفلسطينية التى استهلكت فى أسبوع واحد كل فرص السلام المرتقبة منذ وصول إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن إلى البيت الأبيض.

نجحت مصر بقيادة الرئيس السيسى فى خلق أجواء مواتية لحلحلة القضية الفلسطينية وفق حل الدولتين المقبول عالميا، وستستجلب دعما دوليا لإطلاق عملية السلام التى طال انتظارها، مصر دولة سلام، ودينها وديدنها السلام، ولاتعرف سوى لغة السلام.

**

امتنان الرئيس الأمريكي، جو بايدن للقيادة المصرية الحكيمة ، ومثله تشكرات الحكومة الإسرائيلية، وتحيات قيادات الفصائل الفلسطينية، يوسد لعلاقات إيجابية فى المستقبل القريب ، وعليه ننتظر بعضا من رد الجميل.

 من واشنطن بدخولها الإيجابى على خط قضية السد الإثيوبى وضغط الجانب الإثيوبى لوقف عدائيته غير المبررة، والمجترأة على القانون الدولى فى حوض النيل، وواشنطن تملك عصا الطاعة فى مواجهة الإدارة الإثيوبية المتغطرسة.

للأسف إدارة بايدن كافأت حكومة آبى أحمد على موقفها العدائى بدفق المعونات الأمريكية التى كان قد أوقفها سلفه « ترامب « عقابا على نكوص حكومة أديس أبابا عن توقيع الاتفاق الذى كانت انضجته بعد جولة مفاوضات شاقة وزارة الخزانة الأمريكية مدعومة من البنك الدولى.

للأسف أديس أبابا فهمت رسالة بايدن غلط، اعتبرتها موافقة أمريكية على سلوكها العدوانى تجاه دولتى المصب، لم تكن أديس أبابا على هذا النحو من العدائية قبل قدوم بايدن، كانت قبلا تراوغ كالثعلب، ولكنها الآن تخمش الوجوه فى سفور فاضح.

الامتنان الأمريكى لايكفي، لابد من ترجمته إلى تحرك نشط للجم العدوان الإثيوبى على الحقوق التاريخية الثابتة لمصر والسودان فى مياه النيل الأزرق، وهذه مهمة أولى للمبعوث الأمريكى الخاص لمنطقة القرن الإفريقي، « جيفرى فيلتمان « ، الذى صرح بعد لقاء الرئيس السيسى فى القاهرة «جادون فى حل قضية سد النهضة».

ننتظر قاهريا الجدية الموعودة على وقتها مع شروع أديس أبابا العدوانى على الملء الثانى دون اتفاق واضح وملزم لما هو قادم من تداعيات السد السالبة على دولتى المصب..

الامتنان وحده لايكفي، يستوجب تحرك أمريكى يترجم الامتنان إلى أفعال إيجابية، سيما بعد زوال الغشاوة عن أعين الإدارة الأمريكية الديمقراطية تجاه القاهرة، والتى نسجت خيوطها عواصم كارهة، وجماعات ومنظمات عدائية، رسمت صورة كاذبة بألوان سوداء، فاستبصرت إدارة بايدن (وهو شخصيا) قدر المسؤولية التى عليها الإدارة المصرية، وحجمها عربيا ومكانتها دوليا وأدبياتها السياسية التى تقوم على احترام السيادة الوطنية، والنزوع الغريزى نحو السلام مهما كان ثمنه باهظا.. مصر حجر الزاوية فى منطقة مضطربة.

**

 وإسرائيليا الشكر ليس كافيا، ترجمة الشكر ضرورة  مستوجبة، وحكومة نتانياهو على علاقة وطيدة مع حكومة أبى أحمد، والبقرة الإثيوبية تحظى برعاية مماثلة للبقرة الإسرائيلية على حد قول بنيامين نتانياهو فى البرلمان الإثيوبى، وكلمة تل أبيب نافذة فوق الهضبة .

القاهرة لجمت عجلة الحرب التى أطارت النوم من عيون الإسرائيليين وكلفتهم كل ما تحسبوا من هجمات صاروخية، المقاومة نفذت إلى معاقل الإسرائيليين، صارت مفزعة ومكلفة، كادت تكلف نتنياهو مستقبله السياسى.

مستوجب دخول إيجابى مكافيء للدخول المصرى الشجاع على خط النار فى غزة ، وإمساك كتلة اللهب المشتعل قبل أن تحرق الأخضر واليابس فى الأرض المحتلة، الرد المنتظر هناك فوق الهضبة بلجم العدائيات الإثيوبية، وتل أبيب تعرف اللغة الأمهرية جيدا، فى أديس يفقهون اللغة العبرية جيدا.

**

وإذا حكمت حماس (وفصائل المقاومة) العقل، سيعقلون من هو الشقيق الجسور وقت الضيق والشدة، من نفر لنجدة إخوته من محرقة إسرائيلية أعدت بليل لتسوية غزة بالأرض.

وترجمة الشكر الحمساوى بالكف عن قلقلة الحدود المصرية، وبتر الأصابع التى تلعب فى الأنفاق تحت جدار العلاقات الأخوية المصرية / الفلسطينية، كفى خسارة مجانية ، العدو امامكم ومصر فى ظهركم ..الإدارة المصرية لم تطق صبرا على اجتياح غزة، فأوقفت العدوان بهدنة محترمة دون شروط أو إملاءات مجحفة بحق المقاومة المشروعة.

رد الجميل بالشروع فى علاقات محترمة تخلو من الخطط الإخوانية المسيطرة على الذهنية الحمساوية، الإخوان ماض، الحاضر والمستقبل المستدام والقبلة هى مصر.