بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

رؤى

قبل وبعد العدوان الصهيوني

 

 

العدوان الصهيونى على القدس وقطاع غزة وضعنا كعرب فى مواجهة العديد من الأسئلة، كيف سنتعامل مع حماس خلال الفترة القادمة؟ إسرائيل تصنفها هى والإدارة الأمريكية وبعض البلدان الأوروبية فى خانة الإرهاب، وتصفها بالإرهابية، وتشجع إسرائيل على القضاء عليها، ونظرتها هذه لن تتغير، ورئيس الوزراء الإسرائيلى وصفها فى خطابه الأخير بالإرهابية، وقال إنه من مصلحة الجميع، إسرائيل والغرب والعرب، القضاء على الإرهابيين الذين يطلقون الصواريخ من غزة.

العرب قبل ساعات من الاعتداء الصهيونى كانوا يرفضون اغتصاب حماس للسطة فى غزة، وكانوا ومازالوا يصنفونها كجماعة سياسية تستغل الدين للانفراد بالسلطة، ورفض بعض العرب التعامل مع قياداته ومد غزة بالمساعدات والمال فى ظل سيطرة جماعة إخوانية أقرب للعصابة على القطاع.

فى بداية الاعتداء الصهيوني، بعض العرب كان مع تقليم أظافر الجماعة وكسر شوكتها ودفعها إلى الاتحاد مع السلطة الفلسطينية فى الضفة الغربية وانتخاب حكومة موحدة بعيدا عن شبهات علاقات مع إيران وحزب الله والمرشد العام للإخوان.

الصواريخ التى أطلقتها الجماعة على المدن الإسرائيلية ووصولها إلى العاصمة الإسرائيلية، أدخل جميع البلدان وأجهزة مخابراتها فى صدمة كبيرة، أصبح للجماعة سلاح يهدد المدن الإسرائيلية، مع التطوير والتحديث يمكنه تهجير الإسرائيليين من المستوطنات ومن الأراضى المحتلة فى 1967، ويمكنه إجبار الكيان الصهيونى على الجلوس للتفاوض وتوقيع اتفاقية إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.

الحكومات العربية وأجهزتها الأمنية بدأت تفكر بشكل جاد فى تصنيف الجماعة أو الحركة، ويفكرون فى زحزحتها من خانة الإخوانية والمغتصبة والإرهابية إلى خانة المقاومة، بعضها وصفها بالمقاومة وبعضها وضعها فى خانة المقاومة بحذر وبشكل مؤقت، والبعض الآخر مازال على تصنيفاته القديمة.

الوضع الحالى بتشابكاته أصبح معقدا، وتصنيفه لدى العرب أصبح أكثر تعقيدا، الحديث عن انتصار حماس أو نقلها من خانة الجماعة إلى خانة المقاومة سوف يجعلها تستقوى وتتمسك بسلطتها على غزة، وقد يجعلها تمد طموحها إلى الضفة، قيادات حماس غير مضمونة، وعواقب إخراجها من خانة الجماعة غير مضمونة وقد يدمر حلم إقامة دولة فلسطينية مستقلة بعيدا عن دولة الخلافة.

البعض يفكر فى استغلال النجاحات المحدودة التى حققتها الجماعة ومساعدتها بشروط فى تطوير الصواريخ، قد يكون المدخل الوحيد لردع الكيان الصهيونى وإجباره على الانسحاب من الأراضى العربية المحتلة فى سوريا ولبنان وفلسطين، وقد يجبرها كذلك على الكف عن التدخل فى الشأن العربى من خلال عملائها.

 

[email protected]