م... الآخر
الموبايل والبنوك
إتاحة الخدمات والمنتجات البنكية عبر الموبايل، وكذلك المدفوعات بجميع أنواعه سيحدث نقلة نوعية فى مصر خلال الفترة القادمة، خاصة مع توفير الغطاء التشريعى والبنية التحتية لإحداث هذا التحول.
واعتمد مجلس إدارة البنك المركزى المصرى فى ١٨ أبريل 2021 الإصدار الثالث من قواعد خدمة الدفع باستخدام محفظة الهاتف المحمول وقواعد تقديم خدمتى الإقراض والادخار الرقمى من خلال محفظة الهاتف المحمول. وهو ما يسمح بتقديم خدمتى الإقراض والادخار الرقمى من خلال محفظة الهاتف المحمول الخاصة بالعملاء بشكل لحظى. كما تسمح بتحويل الأموال بين حسابات محفظة الهاتف المحمول والحسابات البنكية المختلفة.
والمشهد يؤكد أن هناك تعاوناً مثمراً وبناءً ورغبة حقيقية من المسئولين بالدولة تحت مظلة المجلس القومى للمدفوعات من أجل إحداث نقلة حقيقية فى التحول الرقمى، وأن هناك تعاوناً بين أضلع التحول الرقمى والبنوك وهما البنك المركزى المصرى والجهاز القومى لتنظيم الاتصالات ووحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وهذا ما يسرع من وتيرة التحول الرقمى.
وتمكن القواعد البنوك من الاعتماد على التقييم السلوكى للعملاء فى منح القروض (مثل معدل استخدامات العميل للهاتف المحمول ومدى انتظامه فى دفع فواتير الكهرباء والمياه والغاز إلخ) بديلا عن الطرق التقليدية لتقييم الجدارة الائتمانية للعملاء فى الموافقة على قرار منح الائتمان اللحظى. كما أنه سيؤدى إلى زيادة عدد المستفيدين من الخدمات الائتمانية المصرفية وتقوم الشركة المصرية للاستعلام الائتمانى I-Score على تنفيذ الأنظمة الخاصة بنماذج التقييم الرقمى المستخدمة فى ذلك النوع من الإقراض.
وتشير الاحصائيات إلى أن محفظة الهاتف المحمول تخطت عدد حساباتها 20 مليون محفظة، وتقدر إجمالى قيمة المعاملات السنوية التى تمت من خلال محافظ الهاتف المحمول خلال عام 2020 بنحو 100 مليار جنيه بنسبة نمو تقدر بـ300% عن عام 2019 وهو ما يدل على زيادة اعتماد الكثير من المواطنين على المنظومة فى الفترة الأخيرة.
الكل يعلم مدى أهمية استخدام الهاتف المحمول فى تحقيق الشمول المالى، الذى تسعى إليه مصر، وجميع دول العالم من أجل تحقيقه، حيث تعد أداة متاحة فى يد الغالبية، ويمكن من خلالها الحصول على الخدمت البنكية بسرعة وبأقل تكلفة.
ولكن يبقى القائمين على إتاحة خدمة الإنترنت، حيث إنها لا تلبى طموحات الدولة نحو الشمول المالى والتحول الرقمى، إلى جانب أن سعرها غير عادل ومغالى فيها، بعد أن أصبحت هذه الخدمة مثل الماء والهواء، ويعانى الكثير من سوء الخدمة وارتفاع التكلفة.