بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

رؤى

رفض بعضها

الله عز وجل لم يستجب لكل ما دعا به الأنبياء، وهناك بعض الأدعية التى رفضها ولم يستجب لها، سيدنا نوح عليه السلام حاول كثيرًا مع ابنه ودعا الله سبحانه وتعالى أن يفتح قلبه للإيمان، ولم يستجب الله لدعوته، وعندما أغرق الأرض بالطوفان، دعا الله أن ينجى ابنه ورفض الله عز وجل، وقال له: «قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ــ هود:46»، ولم يستجب عز وجل لسيدنا إبراهيم عندما دعاه بأن يورث النبوة لجميع من يخرجوا من صلبه، وحكى لنا الله عز وجل الواقعة فى قوله تعالى: «وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن، قال إنى جاعلك للناس إمامًا، قال ومن ذريتي؟، قال لا ينال عهدى الظالمين ـــ البقرة 1241».

كما أنه عز وجل لم يستجب للنبى أيوب، الذى ظل يدعوه طوال سنوات الابتلاء بقوله: «إنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين ــ الأنبياء 83»، وحسب المروى فى الأثر لم يستجب له سوى بعد مرور عدة سنوات، قدرها البعض بـ18 سنة.

الشيء نفسه كان مع النبى محمد عليه الصلاة والسلام، ففى بداية الدعوة، احتضنه عمه، وقد دعا النبى الله عز وجل لكى يدخل الإيمان قلبه، لكنه مات كافرًا، وقد روى البخارى ومسلم وأحمد والترمذى والنسائى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: لما حضرت وفاة أبى طالب أتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «يا عماه قل لا إله إلا الله، أشهد لك بها يوم القيامة»، فقال: لولا أن تعيرنى قريش يقولون: ما حمله عليه إلا جزع الموت، لأقررت بها عينك، ولا أقولها إلا لأقر بها عينك، فأنزل الله عز وجل: «إنك لن تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء وهو أعلم بالمهتدين ــــ القصص 56»، قال عبدالله بن عباس، وابن عمر، ومجاهد، والشعبى وقتادة: إنها نزلت فى أبى طالب، حين عرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول: لا إله إلا الله.

وروى مسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: سألت ربى ثلاثًا فأعطانى ثنتين ومنعنى واحدة، سألت ربى ألا يهلك أمتى بالسنة فأعطانيها، وسألته ألا يهلك أمتى بالغرق فأعطانيها، وسألته ألا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها.

قال الحافظ فى الفتح: منها ما يستجاب ومنها ما لا يستجاب، وجاء فى شرح الموطأ: «فلا يلزم من كل دعوة يدعو بها النبى عليه الصلاة والسلام أو غيره من الأنبياء أن تجاب».

وقال صاحب تفسير السراج المنير: وإجابة دعاء الأنبياء غالبة لا لازمة، فقد يتخلف لقضاء اللّه تعالى بخلافه كما فى دعاء إبراهيم عليه السلام فى حق أبيه، وكما فى دعاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فى قوله: وسألته ألا يذيق بعضهم بأس بعض فمنعنيها.

[email protected]