رؤى
رسائل المصالحة التركية
هل ستقبل مصر العرض التركى؟، هل سنفتح الباب للمصالحة وإعادة العلاقات إلى طبيعتها؟ لماذا؟ هل لكى نسكت المنصات الإعلامية التي تهاجم الدولة؟ هل لتسليم بعض المتورطين في أعمال عنف؟
مولود أوغلو وزير الخارجية التركى أكد يوم الجمعة لوكالة الأناضول، ان بلاده بدأت اتصالاتها مع مصر على الصعيد البدلوماسى، وقال إن علاقتنا بمصر لم تنقطع وظلت قائمة عبر أجهزة المخابرات والخارجية، وأنه لا يوجد شروط مسبقة من قبل المصريين أو من قبلنا حالياً، لكن ليس من السهل التحرك وكأن شيئاً لم يكن بين ليلة وضحاها، في ظل انقطاع العلاقات لأعوام طويلة، وتطبيع العلاقات يتم لكن ببطء من خلال المباحثات ورسم خارطة طريق والإقدام على خطوات في تلك المواضيع».
تركيا بدأت هذه المغازلة منذ أيام على لسان العديد من المسئولين الأتراك، إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئاسة، وخلوصى أكار وزير الدفاع الذى تذكر التاريخ والجغرافية بقوله «لدينا العديد من القيم التاريخية والثقافية المشتركة مع مصر وعندما يتم استخدامها نعتبر أنه قد تكون هناك تطورات مختلفة في الأيام المقبلة».
هدف الأتراك من المصالحة معروف للكافة وهو غاز البحر المتوسط والعزلة التي تشعر بها بسبب سياستها مع بلدان المنطقة العربية والأوروبية، تركيا مثل قطر مجرد أداة للمخابرات الأمريكية والبريطانية، تنفذ ما يطلب منها في المنطقة، وبعد فشل المخطط في زعزعة الأمن المصرى والدولة المصرية، أطلقت رسائل المصالحة.
اردوغان يعلم جيدا ما يزعج النظام المصرى، استضافة جماعة الإخوان والمنصات الإعلامية التي تسب الرئيس ليلا ونهارا، وهذه الأوراق لم تساعده في زعزعة النظام المصرى، كما أنها تشكل عقبة في إعادة العلاقات مع مصر والبلدان العربية، ومن السهل التخلي عنها، الشيء نفسه في الملف الليبى، خاصة بعد التوافق الليبى الليبى وتشكيل حكومة انتقالية ومساندة أمريكا والبلدان الأوروبية لها.
السؤال الذى يجب أن نفكر فيه جيدا، هل مصر سوف تقبل المصالحة مقابل اسكات المنصات الإعلامية التي تهاجمها وتسليم من تورطوا في جرائم قتل وتحريض؟ المصالحة القطرية لم نستفد منها، ومازالت قطر على سياستها العميلة، تمول وتحرض، وتستضيف العشرات من المتطرفين، هل سنكرر الخطأ نفسه مع تركيا؟.