هَذَا رَأْيِى
شكرا «ترامب».. علمتنا الكثير
ما فعله وما تعرض له الرئيس الأمريكى دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية المنتهية ولايته سوابق لم تحدث فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية.. فترامب هو أول رئيس أمريكى يأمر مجانينه باقتحام مبنى الكونجرس الأمريكى لمنع أعضائه من التصويت على فوز المرشح الديمقراطى جو بايدن.. «ترامب» هو أول رئيس أمريكى يخضع لإجراءات العزل مرتين خلال فترة رئاسته.. صحيح أنه أفلت فى المرة الأولى لوجود أغلبية جمهورية فى مجلس الشيوخ، وقد يفلت فى المرة الثانية ولكن الدرس المستفاد من عزله هو أن هناك دولة مؤسسات فمجلس النواب صوت على عزل رئيس السلطة التنفيذية وهو رئيس الجمهورية ووجه له لائحة اتهامات أهمها التحريض على الهجوم على مؤسسات الدولة.
من قبلها رفض قضاة محاكم الولايات وقضاة المحكمة العليا الأمريكية والذين عين الكثير منهم ترامب أن يصدروا أحكاماً تنتصر لترامب ضاربين أروع المثل فى أن السلطة القضائية هى سلطة مستقلة لا يمكن ان تنتصر لرئيس أو خفير طالما أنه ليس صاحب حق.. حكام الولايات من الجمهوريين حزب الرئيس رفضوا الانصياع لرغبات ترامب وقلب النتائج رافعين شعار مفاده أن إرادة الناخبين فوق أى التزام حزبى وأن الصندوق هو الحَكم وإن جاءت نتائجه على غير رغبة الحزب الحاكم.. تصويت عدد من المشرعيين (النواب) الجمهوريين فى مجلس النواب على محاكمة ترامب الرئيس الجمهورى وعزله بعد قيام مجانينه باقتحام مبنى الكابيتول وما صرحوا به بعد تصويتهم بأن الدولة فوق الحزب دليل على أن الجميع، موالين ومعارضين، يقفون فى صف نصرة الدولة والحفاظ عليها وهى أسمى من نصرة حزب على الدولة ومؤسساتها.. فالأحزاب إلى الزوال أو التقزم أو الانهيار، فإذا فقدنا حزباً سنجد حزباً آخر بديلاً ولكن إذا فقدنا البلد ماذا سنكون؟
توجيه لائحة اتهام للرئيس ترامب أثبت أنه لا أحد فوق القانون، كما قالت نانسى بيلوسى، رئيس مجلس النواب. هذه السيدة البالغة من العمر ٨٠ عاما والتى تعد كنزاً وطنياً غيرت الكثير من المفاهيم عن المرأة وقدرتها وطاقتها على إدارة وقيادة مؤسسة كبرى بحجم مجلس النواب الأمريكى. المبدأ الذى تقاتل رئيس مجلس النواب الأمريكى من أجله هو العدالة وأنه كما قالت القانون فوق الجميع، وما فعله الرئيس ومن تورط من الجمهوريين فى الهجوم على مؤسسات الدولة بغية هدمها سيخضع للمحاكمة، ولن يفلت أحد من المتورطين من المحاكمة. هذه السيدة هى مثال حى لقدرة المرأة على الإدارة والقيادة.
فكم حزنت على عدم فوز سيدة من السيدات اللاتى رشحن أنفسهن فى مجلس النواب على مقاعد الرئيس أو الوكيل بل إن احداهن حصلت على صوتين من أصوات النواب رغم وجود ما يزيد على مائة وستين امرأة بمجلس النواب..حتى لجان المجالس البالغ عددها خمسة وعشرين لجنة فازت المرأة بلجنتين فقط وهما لجنة السياحة ولجنة الإعلام.
من الدروس المستفادة من ترامب ومجانينه هو محاصرة الاعلام بكافة أشكاله وتوجهاته للرئيس العابث المتهور، فالإعلام الأمريكى الذى التف حول الدولة حينما تعرضت للهجوم حتى إن كان من أعلى سلطة فيها وهو الرئيس ترامب الذى ما زال يجلس على مقعده فى البيت الأبيض دليل على وعى الإعلام فى مناصرة الدولة والحفاظ على مؤسساتها.
الساعات المتبقية على مغادرة ترامب البيت الأبيض قد تحمل لنا العديد من المفاجآت وقد تعلمنا المزيد من الدروس من وجود رئيس متهور عابث كان على رأس أقوى وأكبر قوى فى العالم، فهل يغادر ترامب ومجانينه سدة الحكم فى هدوء أم هناك أشياء أخرى؟