بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خط أحمر

عام المشكلة مع اللقاح!

عندما يسمح الوقت بالتأمل الهادئ فى ملف ڤيروس كورونا، سوف يتبين لنا أنه امتلأ بالتساؤلات الحائرة، أكثر بكثير مما قدم من الإجابات!

من بين الأشياء غير المفهومة فى الملف، أن كل هذه اللقاحات التى تملأ الدنيا وتشغل الناس هذه الأيام، لم تظهر ولم تخرج إلى العلن إلا فى الأسبوع الثانى من نوفمبر ٢٠٢٠، أى فى الأسبوع التالى مباشرةً للأسبوع الذى جرت فيه الانتخابات الأمريكية!

والمسألة لم تكن فى أنه الأسبوع الذى شهد إجراء تلك الانتخابات، ولكن المسألة كانت فى أنها الانتخابات التى أسفرت عن سقوط دونالد ترمب فى مواجهة جو بايدن!.. فهل كانت هناك علاقة بين الإعلان عن سقوط ترمب، وبين خروج أنباء عن أكثر من لقاح إلى النور؟!.. هذا مجرد سؤال لا بد من طرحه على سبيل التذكير ثم التفكير فيما مر بالناس فى زحام الأحداث!

ولم يكن هذا هو الشيء الوحيد غير المفهوم فى ملف تضاف إليه ألف ورقة كل يوم، ويتضخم بالمزيد من الأسئلة يومًا بعد يوم!

فمن قبل نوفمبر كانت هناك أحاديث متفرقة عن لقاح هنا، ثم عن لقاح آخر هناك، ولكن ما كان يجمع بينها دون استثناء، أن منظمة الصحة العالمية كانت تسارع إلى التشكيك فى جدية أى لقاح يقال عنه أنه جاد، وأنه يمثل طوق نجاة للعالم من الڤيروس، وأنه قادر على التعامل مع كورونا بنسبة عالية من الفعالية.. حدث هذا كثيرًا من جانب خبراء المنظمة، ومن جانب رئيسها الإثيوبى تادروس أدناهوم، وحدث بالذات مع اللقاح الروسى سبوتنيك الذى حصلت ابنة الرئيس الروسى بوتين على جرعتها منه أمام الكاميرات!.. فإذا بالمنظمة ذاتها تقلب من التشكيك إلى الترحيب فى الأيام التالية للإعلان عن عدم فوز ترمب!

واليوم.. نسمع ونطالع الكثير عن أن المنظمة نفسها تحذر من أن التكالب الذى تقوم به الدول الغنية على اللقاحات المتوفرة، سوف يحرم منها أبناء الدول الفقيرة، وسوف يؤدى ذلك إلى وضع وبائى سيئ يمكن أن يضرب أركان العالم!

فالمفروض أن المنظمة وضعت من مقرها فى مدينة جينيف السويسرية نظامًا لتوفير اللقاح عالميًا بشكل عادل، والمفروض أن هذا النظام اسمه: كوفاكس.. والمفروض أنه يعمل بهدف توفير مليارى جرعة خلال هذه السنة، ولكن المشكلة أن الدول الغنية تتكالب على التعاقد مع الشركات المنتجة، بما يجعل توفير هذا العدد من الجرعات أمرًا مستحيلًا، حتى ولو توفرت الإمكانات المادية المطلوبة لتوفيره!

ولذلك.. فمن الوارد أن يكون هذا العام الجديد هو عام المشكلة مع اللقاح، بمثل ما كان العام السابق عليه هو عام المشكلة مع مرحلة ما قبل اللقاح!