بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

هَذَا رَأْيِى

عام الأمل والرجاء

 

 

 

مر عام وأتى عام جديد.. مر عام بحلوه ومره شكرنا فى السراء وحمدنا فى الضراء.. ليس لدينا خصومة مع الماضى، علينا أن نأخذ من ماضينا ما يعيننا على العبور إلى مستقبل أفضل.. علينا أن نتعلم ونتعظ مما مر بنا من مصاعب ومحن.. دعونا نلملم جراح الماضى وننطلق إلى عام جديد حاملين شعار «تفاءلوا بالخير تجدوه»..دعونا نتسلح بسلاح الوعى فهذا الرهان إذا خسرناه فقدنا الكثير مما كان ما لا يجب أن نخسره.. وباء كورونا الذى لازمنا منذ مطلع العام الماضى كان الأكثر قسوة على البشرية جمعاً منذ القرن الرابع عشر، عندما تفشى الطاعون والذى أطلق عليه الموت الأسود، وأدى لمقتل ما لا يقل عن 200 مليون شخص فى مختلف أنحاء العالم، ويعتقد أنه نشأ فى الصين أو بالقرب منها.

هذه المحنة وذاك الابتلاء لم يكن كله شراً فقد علَمنا الكثير وأهم درس تعلمناه أن الحرب ليس دائما بالسلاح، وأن العلم والعلماء هم سفينة العبور إلى المستقبل. تعلمنا أن الحياة متقلبة وأن نكون مستعدين للتغيير فى أى لحظة، وعلينا أن ندرب أنفسنا لنواكب المتغيرات وأن يكون لنا دور فى علاج المشاكل. تعلمنا أن نواجه المجهول بثبات وقوة إيمان، وأن الأزمات تظهر حقيقة إيمان الإنسان وقوة علاقته بربه.

تعلمنا وأدركنا أحاديث رسولنا الكريم وأنها أهم الإجراءات الاحترازية التى تنادى بها منظمات الصحة العالمية والسلطات الصحية المحلية للتعامل مع الوباء فقال النبى العدنان عن وباء الطاعون وأى وباء (إذا سمعتم به بأرض فلا تدخلوا عليها وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فراراً منه) وحديث (فر من المجذوم كما تفر من الأسد) وحديث (لا يوردن مُمرض على مُصح).

تعلمنا كيف نكون حريصين على صحة الآخرين وخاصة عند العطاس والسعال واللمس، تعلمنا الإحساس بالوطنية وخدمة مجتمعنا الذى نعيش فيه. تعلمنا أهمية الإكتفاء الذاتى، تعرفنا أكثر على أولادنا بعد قضاء فترات طويلة بالجلوس معهم..علينا أن نعى أن الله حينما يريد شيئاً، فإنه يقول له كن فيكون فأمره بين الكاف والنون. فهذا كائن مجهرى لا يرى بالعين المجردة لا تسمع له صوتاً ولا تشم له رائحة ولا ترى له لوناً عابراً للقارات والمحيطات ومخترق البروج المشيدة دون جوازات سفر أو بروتوكولات عبور أرعب العالم وأربك المعمورة بأسرها.

علمنا فيروس كورونا أننا بشر نقف عاجزين أمام قدرة الله وأنه فوق كل ذى علم عليم، علمنا أننا ما أوتينا من العلم إلا قليلاً. علمنا أن نسخر إمكاناتنا المادية والبشرية لخدمة النفس البشرية التى كرمها الله وأمرنا أن نحافظ عليها (ومن أحياها فكانما أحيا الناس جميعاً). وأن نثق فى المولى عز وجل فهو المنجى (وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر). علمنا أن البعوضة تدمى مقلة الأسد، وأخيراً أعاد لنا مفهوم التقارب الأسرى الذى افتقدناه.

لا نرغب فى البكاء على ما انسكب من لبن ولكنا نرغب بحق فى أن نعمل جميعاً من أجل أن نعبر وننتصر.. أن نقف على سلبيات ماضينا ونسعى إلى عدم تكرار تجاربنا الفاشلة. نأمل فى وقفة حقيقية لتصويب إخفاقات العام الذى قد مضى للتو ونجعل من بداية العام الجديد دعوة للبناء والتأمل وأن ندرك أن الاستثمار فى البشر والعلم والتعليم والتعلم والصحة هو بوابة العبور إلى غد مشروق، ونتضرع إلى الله أن يكشف عنا الغمة، وهيا بنا إلى غد جميل وعام جديد ٢٠٢١ وكل عام وأنتم بخير.

[email protected]