بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خط أحمر

بغداد لا تقبل القسمة على اثنين!

 

 

 

كان الله فى عون مصطفى الكاظمى، رئيس وزراء العراق، الذى كلما أعلن عن أنه يريد قرار بلاده من داخلها، جاءه التهديد والوعيد من رجال يعيشون فى العراق بينما قلوبهم فى مكان آخر!

ولو أن هؤلاء أنصفوا أنفسهم، ولو أنهم أنصفوا رئيس وزراء بلادهم، لكانوا قد سارعوا بالوقوف إلى جوار الكاظمى، بدلًا من محاولات النيل من عزيمته، وبدلًا من محاولات إضعاف قدراته على إتاحة الحد الأدنى من الاستقرار فى أرض بابل!

والغريب أن التهديد لم يتوقف عند حدود رئيس الوزراء، ولكنه تجاوزه إلى حد وصول رسائل التهديد ذاتها إلى برهم صالح رئيس الجمهورية!

إن الكاظمى ومعه صالح ليسا فى عداء مع طهران، ولا هما يريدان الدخول معها فى صدام، ولا حتى يقللان من شأنها باعتبارها دولة جارة كبيرة.. إنهما فقط يرغبان فى أن تنتبه حكومة المرشد خامئنى فى العاصمة الإيرانية إلى أن العراق دولة كبيرة أيضاً، وأنها دولة مستقلة ذات سيادة، وأن قرارها الوطنى هو من بغداد وليس من طهران.. هذا كل ما يريده الكاظمى وصالح، وهذا كل ما يريده معهما كل عراقى مخلص لبلده، وحريص على قراره وصورته بين الأمم!

ولكن مشكلة إيران أنها لا تريد أن تنسى أن قاسم سليمانى، قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى، قد لقى مصرعه فى الثالث من يناير الماضى، ومعه أبو مهدى المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبى العراقية!.. فالعراقيون لا علاقة لهم بمصرع سليمانى ولا بمصرع المهندس، ومصرعهما كان بضربة جوية أمريكية جاءتهما بالقرب من مطار بغداد!

والرئيس الأمريكى دونالد ترمب لم يشأ أن يخفى أن بلاده كانت وراء العملية، وأنه شخصيًا أعطى تعليمات بتصفية قائد فيلق القدس!

وإذا أرادت حكومة المرشد أن تسوى حسابها مع الأمريكيين، فلتفعل ذلك بعيدًا عن الأراضى العراقية، لأن من مصلحة إيران قبل غيرها أن يكون العراق مستقرًا، كما أن عدم استقراره له تداعياته المباشرة وغير المباشرة على حياة الإيرانيين أنفسهم.. واستقراره لن يكون إلا إذا أخذ الإيرانيون خطوات إلى ما وراء الحدود بين البلدين.. فالعراق أرض حضارة لا تقبل الخضوع لغيرها!.. وبغداد عاصمة للعراقيين وحدهم ولا تقبل القسمة على اثنين!