رؤى
«التوك توك» القطري
لا أحد منا يرغب فى الخلاف والخصام والانقسام والمقاطعة والكراهية، لكن فى المشكلة الخليجية الخاصة بإمارة قطر على وجه التحديد، فهى تحتاج منا وقفة جادة وحاسمة، النظام القطرى قبل على نفسه أن يكون أداة لأجهزة المخابرات، يدار من أمريكا وبريطانيا لزرع الفتن والانقسامات والصراعات والإرهاب، حكام قطر سعوا بأنفسهم منذ سنوات طويلة إلى هذا الدور، وفتحوا خزائن البلاد وأنفقوا أموال الشعب القطرى على العمليات التى يكلفون بها، اعتقادًا بأن هذه الوظيفة سوف تمنحهم حجمًا أكبر من حجمهم الطبيعى، وقد أسهم النظام القطرى منذ تولى الأمير الأب فى زرع الفتن والانقسامات داخل البلدان العربية لإضعافها وانصرافها عن البناء لمواجهة الكيان الصهيوني.
قطر فى ظنى مثل عربة «التوك توك» يقودها سفهاء وجهلاء عكس اتجاه الطرق والقوانين والسياسات، تحت مظلة وحماية أجهزة المخابرات الأمريكية، سائقوا «التوك توك» يحاولون من خلال تنفيذ ما يأمرون به من المخابرات تحقيق بعض المصالح المسفة والمريضة، وأطرف ما يعتقده سائقو «التوك توك» أنهم بالعمالة وبالأموال وبقناة الجزيرة حققوا قيمة وقامة وحجم «للتوك توك» يوازى حجم البلدان الكبيرة، ويعتقدون أنهم بالجزيرة يمكنهم الحط من شأن وحجم وقامة مصر والسعودية والإمارات والبحرين وغيرها من البلدان التى كلفوا بزرع الفتن والانقسامات داخلها، ويعتقدون كذلك أنهم بالجزيرة سوف يدفعون حكام هذه البلدان إلى الخضوع والهرولة نحو ارضاء سائق «التوك توك».
مصر أكبر من مليون منصة فضائية، والتفكير فى قبول مصالحة مقابل وقف الجزيرة وباقى المنصات عن توجيه السهام السامة والقبيحة إلى النظام، هو تفكير خاطئ والعمل على تنفيذه يعنى الضعف والهشاشة، ما ينشر ويبث فى الجزيرة وغيرها هو دليل على قوة مصر والسعودية والإمارات والبحرين وغيرها من البلدان العربية، سائق «التوك توك» انفق مليارات الدولارات على الجزيرة وغيرها من المنصات لمدة سنوات طويلة ولم ولن يتحقق الهدف.
من هنا نقترح رفض أية مصالحات تستند على إرهاصات والتمسك بالمبادئ الحاكمة القانونية والأخلاقية التى تعمل بها بلدان العالم، لن يضير مصر كثيرًا ولا قليلًا عودة سائق التوك توك، هو فى النهاية أداة وأحمق وخائن، موقف مصر يجب أن يعبر عن حجمها وقوتها حتى لو تصالحت بعض البلدان الخليجية مجاملة أو تحت ضغوط أمريكية.
كما نقترح فى النهاية عدم انشغالنا إعلاميًا أو سياسيًا بسائق «التوك توك» وحماقاته ومنصاته ومحاولاته، يجب أن نعطى لها ظهرونا ولا يجب أن نمنحهم فرصة لكى يشغلونا عن عملية البناء والتنمية، اتركوا الجزيرة وسائر المنصات تسفه وتسب وتحرض وتنفق أموالًا وتتدنى لن ينالوا من مصر ولا من مكانتها ولا من تاريخها ولا من حجم قياداتها.