هموم مصرية
يا ليالى الحلمية.. عودى!
لا أعرف عدد المرات التى شاهدت فيها مسلسل ليالى الحلمية.. رغم أنه يعاد عرضه لمرات عديدة.. وفى كل مرة أستمتع بالمشاهدة.. فهل السبب هو تلك البراعة التى كتب بها المبدع الراحل أسامة أنور عكاشة هذا المسلسل.. أم هى براعة المخرج العظيم إسماعيل عبدالحافظ، أم هما معًا؟.. ولكن ربما ينبع ذلك من أن هذا المسلسل يعرض لنا عصرًا عشناه بكل جوارحنا عصراً يمثل فترات من أهم فترات حياتنا.. سواء كانت فى العصر الملكى.. أو العصر الثورى ضد الاستعمار ولأنه ـ أيضًا ـ يسلط الضوء على أحداث عظيمة من الزمن الرائع.. أم كل ذلك معًا؟.
وفى كل مرة يعاد علينا عرض هذا المسلسل «نتسمّر» أمام جهاز التليفزيون رغم أننا حفظنا كل جملة حوار.. واستمتعنا بكل لقطة سيناريو.. ورغم ذلك لن نمل بالمشاهدة ولكننى أقول إن إبداع الرائع يحيى الفخرانى والكبير قوى صلاح السعدنى.. وكل من ساهم فى هذا العمل التليفزيونى الرائع. ولا جدال أن هذين النجمين الرائعين قدما أفضل ما عندهما، رغم أن لهما أعمالاً أخرى شديدة الإبداع إذ ها هو يحيى الفخرانى قدم لنا أسطورة شيخ العرب همام الذى يجسد قصة حقيقية تروى صراع المصريين مع أواخر عصر بكوات المماليك ومحاولات على بك الكبير الاستقلال عن السلطة العثمانية قبيل وصول حملة بونابرت بقليل.. ولكننى أيضًا «أتحسر» لأن الفخرانى توقف عن تقديم عمل درامى آخر عن محمد على باشا الكبير.. أم أن تكاليف إخراج هذا العمل تنوء عنها أى شركة إنتاج، وهنا أتساءل: لماذا لا تتولى الدولة إنتاج هذا العمل الذى كتبته الدكتورة لميس جابر.. بنفس إبداعها فى الملك فاروق؟.
وربما كان نجاح مسلسل ليالى الحلمية وراء الفكرة التى دفعت التليفزيون إلى تقديم جزء آخر منه فى رمضان الماضى.. وكانت بكل أسف محاولة ليست طيبة.. رغم أن كل عوامل النجاح كانت متوفرة.. ولكنها غياب روح المبدع أسامة أنور عكاشة.. وقدرة المخرج على أن يستكمل هذا الجزء بنفس القدرة التى عشناها مع الأجزاء القديمة.
< وللأسف،="" يبدو="" أنه="" كتب="" علينا="" أن="" نعيش="" فترة="" مشاهدة..="" يعاد="" فيها="" عرض="" كل="" شىء..="" وهذا="" هو="" قمة="" الإفلاس="" التليفزيونى="" الدرامى..="" ونفس="" هذه="" الظروف="" هى="" التى="" تشدنا="" إلى="" مسلسل="" آخر="" هو="" لن="" أعيش="" فى="" جلباب="" أبى="" عن="" قصة="" المبدع="" إحسان="" عبدالقدوس="" وإبداع="" الراحل="" نور="" الشريف..="" أكاد="" أقول="" إننا="" نعيش="" الآن="" عصر="" الإعادة..="" فقد="" نضبت="" العقول="" أو="">