بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

خارج السطر

وأجمل منك لم تلد النساءُ

 

 

يبُش وجهه مرحبا، يبتسم لمن لا يعرف، نناديه من وسط الجموع فُيجيب فى رضا. ترتج الأرض فزعا لفزع البشر، وتتمدد أذرع، وتتطاول أعناق، وتطل وجوه نحو حوض ماء وسيع طلبا لرشفة حياة فى يوم الظمأ الأكبر. يسقينا النبى رحمة وريا وجمالا وهديا ليُمسك بأيدى الموحدين الأنقياء يقودهم نحو السعادة الأبدية والرضا التام.

نعتقد ونؤمن، ونوقن أن النبى الكريم أطيب مَن يمضى على قدمين، أجمل من ولدت نساُء، وأحكم بنى البشر. كان الرسول صلى الله عليه وسلم، وبقى وسيبقى رحمة للعالمين أجمعين. قابل الإساءة بإحسان، ورد الخبث بجمال، وقاوم الأذى بصبر، وواجه الجهل باللين والحوار.

 لم يأمر النبى بعدوان، لم يُحرّض على غدر، لم يواجه من اتهموه بالجنون، تارة وبالسحر تارة أخرى إلا بالكلمة.

 من سيرته عرفناه، حسن الخلق، رحب الصدر، لا يلعن ولا يسب ولا ينتقم ولا يعذب، وإذا خيّر بين أمرين يختار أيسرهما، ويحض على اللين والرأفة، ويدعو للرحمة والإحسان، ويحث على العفو والتسامح.

دُبرت المكائد لقتله، صودرت أمواله فى مكة، اضطُهد المؤمنون به، ضُيق عليه وعليهم، ثُم حورب وتعرض للعدوان، وفقد أحبابه وأقاربه، واختبر أحزانا ومواجع شتى، فلم يزده ذلك سوى سماحة، فجاء يوم الفتح، مُعلنا العفو عن كُل خصم وقاتل وسباب ولعان وكاره. لم يرُص النبى من آذوه أمامه ليقتلهم جزاء ما فعلوه به، وكان قادرا على ذلك، ولم يُنكّل بمتآمرين كُثر خططوا فى مكة والمدينة لاغتياله، ولم يعاقب من أساء الأدب فى حضرته، فكان سمحا، عطوفا، رقيقا، طيبا، رحيما، رؤوفا، لينًا، هادئا، كريما، مُعينًا، شهمًا، لطيفًا، نقياَ، صافيًا، متواضعا.

يظل محمد عليه الصلاة والسلام، نورا يمشى على الأرض، تنغرس محبته فى القلوب لما فعل وقال وعلّم، تُشاد جماهيريته سدودًا عالية داخل أرواح بشر لم يروه وجاءوا بعد رحيله بقرون ليسترشدوا برسالته العظيمة. تنسكب قوارير التقدير والتبجيل بحارا فى نفوس مليارات من الناس شرقا وغربا وشمالا وجنوبا.

بالطبع نغضب لإيذائه، نتوجع، نحزن، نهتم هما، لكننا لا نرضى أبدا أن ينقلب الغضب دمًا. لا نقبل أن يزايد الإرهابيون على العامة بأنهم جنود النبى.

 إننا لا نرضى بقطع رأس مُستهزئ، لا نوافق على سيف يُرفع ضد خصم، كاره، حاقد، يُسئ للنبى بالكلمة أو الرسم أو العمل الفنى. لا نؤيد ذلك، لأننا ندرك أن النبى العظيم لو كان بيننا لما أجاز وما رضى بأى عدوان على الآخر المسُئ الشتام، أولا لأن خلق النبى وشيمته رد الإساءة بالإحسان، وثانيا لأن الالتفات إلى المُسئ يرفعه. وثالثا وهذا هو الأهم، فإن هناك مسارب مشروعة وقنوات حضارية لمنع الإساءة بالقانون والدعاية المضادة، وليس أيسر على أثرياء العرب والمسلمين الذين يمتلكون زكائب من الدولارات وآبارًا من النفط أن يشتروا «شارل إبدو» أو أى مجلة تنشر رسومات مُسيئة وتُحولها لمنصات استنارة ونشر لقيم السماحة والأخلاق الرفيعة.

هذا والله أعلم.

 

mailto:[email protected]