بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

رؤى

لا تدفنوننى فى الليل

 

حصوله الشاعر عماد أبو صالح على جائزة الشاعر العراقى ساركون بولص(1944 2007) لم يكن مفاجأة لأحد، عماد من أهم شعراء النثر فى مصر والوطن العربى، لديه مخزون كبير من الحكايات، عاشها فى طفولته ببؤسها وشجنها وألمها، معظم هذه الحكايات دارت فى دارهم، وأبطالها أفراد أسرته، عماد يمتلك مهارة كبيرة فى تحويل هذه الحكايات إلى مشاهد، يصورها بحرفية عالية من خلال قاموس ثرى مليء بمفردات مدببة، شجية، ساخرة إلى حد الوجع، قرأت بعض دواوينه، كانت تستوقفنى دائما المشاهد التى انتقاها من ذاكرته، كيف صمدت كل هذه السنوات دون ان تبهت أو يخفت ايقاعها وشجنها.

«لا أشعر أبدا باننى غريب

إلا حينما تضمنى صاحبة المنزل

والتى تشبه أمى»

هذه الأم كانت:

« ترتدى دائما ملابس سوداء»

وكان الشاعر ينتحب:

«.. معها

لأجل نعوش عابرة

لا أعرف من بداخلها»

وحينما كان والده:

« يضربها

وتهجر البيت»

كان الشاعر يتشبث بذيل ثوبها، ويجرى:

«فى الغيطان خلف خطواتها المتعجلة»

هذه السيدة اسمها زينب، كانت:

«غرفة دمع

شوال ألم

مخزن عتمة

صندوق أحزان»

كانت تقول له:

«إذا مت

لا تدفنونى فى الليل»

كانت مثل الشاعر الأسبانى لوركا (1898 1936) الذى كان يقول:

« إذا مت

دعوا الشرفة مفتوحة».

 

[email protected]