حكاية وطن
سلاح الوعى
امتلك المصريون أقوى وأغلى سلاح فى العالم وهو سلاح الوعى، بهذا السلاح استطاع المصريون نسف كل المحاولات التى قام بها أهل الشر لبث روح الإحباط ونشر الفتن وضرب الوحدة الوطنية وتحريض المواطنين على التظاهر ضد الدولة.
أهل الشر فشلوا فى إسقاط الدولة عن طريق الإرهاب كما كانوا يخططون بفضل يقظة وشجاعة وبسالة القوات المسلحة والشرطة، فلجأوا الى حروب الجيلين الرابع والخامس لنشر الشائعات بالاستعانة بقنوات الضلال التى تبث من تركيا وقطر، ويعمل فى هذه القنوات مرتزقة وقوادون للأسف كانوا ينتمون إلى مصر، وفضلوا المال على الوطن، وهربوا الى الخارج يقبضون بالدولار والدينار والليرة للعمل فى قنوات الضلال وتخصصوا فى عرض الأخبار المفبركة ونشر الشائعات المغرضة عن مصر للوقيعة بين الشعب والدولة.. هذه الحرب الإعلامية لم تفت فى عضد المصريين الذين تنبهوا إليها من البداية وأفسدوا مخططات أهل الشر والأجهزة التى كانت تحرضهم عن طريق الوعى بما يدبره الخبثاء الذين يسعون إلى إسقاط الوطن بدون طلقة رصاص أو إلقاء عبوة ناسفة، الإعلام الفاسد أشد فتكاً من الرصاصة، ولكن خاب ظن الخونة المأجورين، وبارت بضاعتهم، وقاطع المصريون أخبارهم، لأنها بائرة مثل ضمائرهم.
مخططات أهل الشر طالت الانتخابات فى الشيوخ والنواب، دعوا المواطنين إلى مقاطعتها لإحراج مصر فى الداخل والخارج، هدف هؤلاء الفشلة الوقيعة بين الأحزاب السياسية والقوى الوطنية، وتصدير الإحباط إلى رجل الشارع، وعدم استكمال المؤسسات الدستورية لبنيانها ولكنّ المصريين لم يقفوا مكتوفى الأيدى أمام هذه المحاولات البائسة، وقرروا المشاركة بأصواتهم لإنجاز الاستحقاق الدستورى الثانى بعد ثورة 30 يونيو وهو تشكيل مجلس النواب، بعد إنجاز استحقاق مجلس الشيوخ منذ أيام.
المصريون أثبتوا أن محاولات المأجورين ورواد الكباريهات سوف تتحطم أمام وعيهم بأهمية القيام بواجبهم الدستورى وانحيازهم للوطن، ووقوفهم على قلب رجل واحد خلف القيادة السياسية.
جهد كبير قام به المصريون أمس من ناخبين ومرشحين وأجهزة حكومية واليوم تنتهى انتخابات المرحلة الأولى، وتبدأ الهيئة الوطنية للانتخابات استعداداتها لانتخابات المرحلة الثانية.
لا شك أن أهل الشر والذين معهم قد أصيبوا باليأس من التنظيم والاستعدادات الأمنية التى سهلت على المواطنين عملية الإدلاء بأصواتهم دون مشقة. وهنا لا بد أن نوجه الشكر إلى القوات المسلحة والشرطة على الدور الكبير الذى بذل فى تأمين العملية الانتخابية فى الشارع وفى اللجان.
يقيناً أن انتخابات المرحلة الثانية بعد انتهاء التصويت بالمرحلة الأولى اليوم سوف تسير على نفس الوتيرة من التنظيم والاستعداد الأمنى، وسوف يتسابق الناخبون فى المرحلة الثانية لاختيار مرشحيهم لمجلس النواب.
إن الإحباط الذى حاولت جماعة الإرهاب تصديره للمصريين انقلب عليهم، وتلقوا صفعة جديدة بفضل وعى المصريين بأهمية الاستحقاقات الدستورية، وقيمة انحيازهم للوطن.
بالتأكيد إن سلاح الوعى أقوى من كل محاولات العابثين، ويستطيع أن يفسد كل المحاولات التى تهدف الى الوقيعة بين فئات الشعب من جانب وبين الشعب والدولة من جانب آخر. وكما أن مصر عصية على الإرهاب، فإن أبناءها أيضا لن يلتفتوا إلى محاولات زرع الفتنة عن طريق الشائعات.