رؤى
مياه الري
أعتقد ان نسبة 5% كفائدة على تكلفة تحويل الفلاح لنظام الرى فى أرضه من الرى بالغمر إلى الرى الحديث، حسب البروتوكول الذى وضعته وزارة الرى مع البنك الأهلى والبنك الزراعي، هى نسبة كبيرة ومبالغ فيها، لأن تكلفة تحويل الفدان، حسب تصريحات بعض المسئولين بالري، تقدر بحوالى 8 آلاف جنيه، يضاف إليه مبلغ صيانة المنظومة سنويا او مع كل زرعة، وهو ما يعنى أن الفلاح سيتحمل قيمة التحويل بالفائدة، وقيمة الصيانة، وهذه التكلفة من المؤكد أنه سيضيفها لسعر المحصول، وبالتالى سيتحملها المواطن بعد تدخل التاجر، وقد سبق وطالبنا الحكومة من هنا بتركيب منظومات الرى الحديثة فى أراضى المزارعين، وتقسيط قيمتها على عدة سنوات بدون فوائد لكى لا يشعر الفلاح بأنه يتحمل عبئا ثقيلا على كاهله، خاصة وأنه سوف يتحمل سنويا تكلفة صيانة منظومة الرى، صحيح ترشيد مياه الرى من الأهداف الوطنية التى يجب ان يقدم عليها المزارعون، لكن معظم المزارعين المصريين على باب الله، وأغلب حيازتهم صغيرة وبالكاد منتجاتها تكفيه هو وأسرته، فلماذا يفكر فى تركيب منظومة رى لا يفهمها وسوف تكلفه فيما بعد قيمة صيانتها.
الرى الحديثة ثلاثة أنواع: الرى بالتنقيط، والرى بالرش، والرى بالفقاعات، والأراضى الطينية القديمة تروى معظمها أو جميعها بنظام الغمر، وهذا النظام يستهلك كميات كبيرة من المياه تفوق احتياجات الأرض والمحصول، اضافة إلى زراعة بعض المحاصيل الشرهة للمياه، مثل الأرز، قصب السكر، البرسيم الحجازى، الفول، الموز وغيرها من المحاصيل.
مساحة الأراضى المنزرعة فى الوادى والمناطق الصحراوية حوالى 3.8 مليون فدان، تستهلك 80% من موارد مصر المائية، حوالى 63 مليار متر مكعب، وهى نسبة كبيرة جدا بالإمكان ترشيدها. وموارد مصر المائية تقدر بحوالى 60 مليار متر مكعب، 55.5 مليار متر مكعب من مياه النيل، ومليار و300 مليون متر مكعب من الأمطار، و2 مليار متر مكعب من المياه الجوفية.
والحكومة وضعت خططا للتوسع فى الرقعة الزراعية، باضافة حوالى مليون ونصف المليون فدان، وهناك حديث عن وصول هذه المساحة إلى 4 ملايين فدان، تزرع بمحاصيل تتناسب والتربة والمناخ، ويتردد ان أغلب المساحات سوف تروى بمياه جوفية، وأخرى بمياه صرف معالجة، وبعضها بمياه الأمطار.
لهذا الحكومة مطالبة بتحديد نظام الرى المناسب للأراضى الزراعية القديمة، ووضع برامج لادخالها وتشغيلها وصيانتها لصغار المزارعين، وتقسيط قيمتها على عدة سنوات وبدون فوائد.