بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

التحالفات السياسية ليست بدعة

 

 

استكمالاً لحديث الأمس بشأن التوافق الوطنى الذى تقتضى الظروف الحالية وجوده حالياً، نقول إن التحالفات باتت هى الأخرى ضرورة ملحة داخل البرلمان. فالتحالفات بين الأحزاب السياسية لا تعنى أبداً تخلى هذه الأحزاب عن أيديولوجيتها التى ينفرد بها كل حزب. والحقيقة أن طبيعة الفترة الحالية تتطلب ضرورة أن يكون هناك تحالف بين الأحزاب والقوى السياسية  والوطنية، طبقاً لثوابت وتوجه كل تحالف، إضافة إلى أن عمليات التحالف ليست بدعة سياسية، وإنما معمول بها فى كل البلاد الديمقراطية من أجل الفوز بالأغلبية المؤهلة لتشكيل الحكومة.

وتأتى الأهمية الأخرى للتحالفات السياسية فى خوض الانتخابات، لأن طبيعة المرحلة الحالية  كارثية، حيث إن الأخطاء تلاحق البلاد من كل حدب وصوب، ولا بد أن يكون هناك تصدٍ حقيقى لكل من تسول له نفسه أن يعرض الأمن القومى المصرى لأى خطر. وبالتالى فليس هناك ما يشغل القوى السياسية والأحزاب من التصدى لكل القوى الإرهابية وجماعات التطرف التى تسعى بكل قوة إلى إشاعة الفوضى والإحباط وخلافه من أجل إسقاط الدولة المصرية، وليست قوى الإرهاب وحدها التى  تعرض البلاد للخطر، إنما هناك قوى أخرى تتذرع تحت مسميات كثيرة، وهى قوى المصالح التى تسعى فقط إلى ما يحقق أهدافها الخبيثة، وهؤلاء لا يقلون خطراً عن قوى الإرهاب، والاثنان متساويان فى الجرائم التى يرتكبونها ضد الوطن والمواطن.

لو تم تجاهل التحالفات ستكون هناك طامة كبرى تلحق بالناس خاصة فى ظل  أمرين. الأول هو امتلاك أصحاب المصالح الأموال الباهظة التى تمكنهم من شراء أى شيء وتلك  كارثة.  أما الأمر الثانى فهو قانون الانتخابات البرلمانية ذاته الذى حقق لرجال الأعمال وأصحاب المصالح أمنية غالية، حيث تم تخصيص النسبة الأكبر للنظام الفردي. وبهذا الشكل لم يعد أمام الأحزاب والقوى السياسية سوى الدخول فى التحالفات، ولا شيء آخر أمام الأحزاب  والقوى الوطنية سوى هذا الطريق. والذين يسيئون للتحالفات مردهم فى ذلك يعود إلى تحقيق المصالح الخاصة من خلال القفز على الأحزاب السياسية والقوى الوطنية.

لذلك بات من الضرورى أمام الأحزاب والقوى السياسية الدخول فى تحالفات، وهى كما قلت من قبل ليست بدعة سياسية، بهدف التصدى لكل من يهدد التنمية الشاملة التى تتم حالياً بالبلاد، وبهدف آخر مهم هو أن هناك مؤامرات تحاك ضد الدولة المصرية، ولا بد  أن يكون الجميع على قلب رجل واحد، للتصدى لكل من يهدد الأمن القومى المصري، ولذلك نطالب بأهمية أن يكون الجميع يداً واحدة فى هذا الشأن، وكفى هجوماً على  التحالفات السياسية، لأنها الآن باتت الملاذ الأخير للتصدى لكل ألاعيب القفز على السلطة وإهدار المكاسب العظيمة التى حققتها ثورة 30 يونيو. وطالما أن هناك أخطاء بشعة تتعرض لها البلاد فلابد من أن يكون الجميع على قلب رجل واحد ويداً واحدة، ولا بد من استمرار التلاحم والتكاتف مع القيادة السياسية الرشيدة التى تسعى إلى تأسيس الدولة الديمقراطية  العصرية الحديثة التى تعود بالخيرات والنفع على جموع المواطنين.