بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

كلمة عدل

مواجهة التنمر

 

 

 

شهدت الأيام القليلة الماضية العديد من حوادث التنمر المؤسفة، والتى تنوعت أشكالها من حيث الإساءة، والإيذاء النفسى والجسدي، فمن واقعة التنمر على طفل وحرقه بالبنزين، مروراً بحادث المسن الذى تم إلقاؤه فى الترعة، ووصولاً لتنمر سيدة على طفلين سودانيين، جميعها ظواهر مأساوية دخيلة على عادات وطباع وتقاليد المجتمع المصرى.

ومع تزايد معدلات التنمر، كان لابد من وجود قانون رادع لمواجهة الظاهرة، فأصدر الرئيس عبدالفتاح السيسى القانون رقم ١٨٩ لسنة ٢٠٢٠ بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم ٥٨ لسنة ١٩٣٧ وذلك بعد موافقة مجلس النواب.

وبحسب التعديل الجديد الذى صدق عليه الرئيس السيسى، تم تشديد عقوبة التنمر بإقرار الحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه، ولا تزيد على 30 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.

وأدخل القانون تعريفاً واضحاً للتنمر، حيث يعد تنمرًا كل من قام بنفسه أو بواسطة الغير باستعراض القوة أو التلويح بالعنف أو التهديد بأيهما أو استخدامه ضد المجنى عليه أو اتخاذ تدابير أخرى غير مشروعة بقصد الإساءة للمجنى عليه كالجنس أو العرق أو الدين أو الأوصاف البدنية أو الحالة الصحية أو العقلية أو المستوى الاجتماعى، بقصد تخويفه أو وضعه موضع السخرية أو الحط من شأنه أو إقصائه من محيطه الاجتماعي.

كذلك فإن التنمر والسخرية من السلوكيات المرفوضة التى تنافى قيمتى السلام وحسن الخلق فى شريعة الإسلام، ولقد نهى عز وجل فى محكم التنزيل عن التنمر حتى ولو كان بالإشارة، وأعد لهؤلاء عذابا أليما، مصداقاً لقوله «وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ»، وقال تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ»، والأدلة القرآنية على تحريم التنمر والنهى عنه كثيرة ومتنوعة.

أما على مستوى الأسرة علينا جميعاً أن نتكاتف ضد هذا الإرهاب النفسى، من خلال تعليم صغارنا كيفية مواجهة التنمر والتصدى للمتنمرين بتعزيز ثقتهم فى أنفسهم، وتنمية مهاراتهم الاجتماعية، وانتقاء الصحبة الصالحة، كما لا يمكن إغفال المسئولية الكبير الملقاة على عاتق الإعلام فى محاربة هذا السلوك العدوانى.

وللحديث بقية.

رئيس حزب الوفد