رؤى
الوزير خالد عبدالغفار
أتابع باهتمام بالغ الخطوات التى يتخذها د.خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى لتطوير التعليم، وفى ظنى أنه بربط التعليم بالسوق العالمى وليس المحلى، سوف ينقل التعليم الجامعى نقلة يسجلها التاريخ له، لأن السوق العالمى يعتمد على تعليم يتوافق وتقدمه علمياً وتكنولوجياً فى جميع التخصصات، كل منهما يؤثر ويتأثر بالآخر، ونحن للأسف فى مصر والبلدان العربية نعيش عالة على المنتج المعرفى العالمى، وخريجونا بالكاد يتوافقون، مع تدريبات، وما نستورده من العالم المتقدم.
زمان فتح ملف تطوير التعليم، وساءلت البعض: لماذا تفكرون فى تطوير التعليم؟، ما المستهدف من تطويره؟، هل لكى يشارك فى إنتاج المعرفة العالمية أم لكى يتوافق والسوق؟، وقلت: نحن لسنا فى حاجة لتطوير التعليم، السوق ضعيف والخريج أضعف، يعنى مكسح بيسند على أعمى، وضربت مثلا بالبعثات التى أوفدتها وزارة التعليم لبعض المعلمين إلى الخارج للتدريب على النظم الحديثة فى التدريس، سافروا وتدربوا وعادوا ولم تستفد الدولة مما تعلموه لأننا لم نطور مقررات التعليم، ومرت الأيام وعادت ريمة لعادتها القديمة.
ما يخطط له د.عبدالغفار هام، وإذا نفذ بشكل علمى سوف يغير كثيرا فى شكل الحياة فى مصر، ولكى تكتمل الفائدة نقترح على وزير التعليم العالى أن يربط الدرجات العلمية بمثيلتها فى بلدان العالم، بأن يخرجها من النطاق المحلى الذى يعتمد على «الكتابة فى المكتوب»، التشابه والتكرار والنقل، يجب أن تكون الفكرة المقدمة لإعداد الماجستير والدكتوراه وبحوث الترقية لدرجتى الأستاذ المساعد والأستاذية جديدة عالميا، لم تناقش فى جامعة من الجامعات العالمية، وأن تكون الفكرة إضافة للمنتج المعرفى فى التخصص، المفترض أن ننشئ موقعا يتربط بمكتبات الجامعات الكبرى فى أمريكا وأوروبا، يسمح بالبحث فى عناوين وموضوعات الأفكار التى تم بحثها، ويجب خلال عشرين سنة على الأقل الاستعانة بأساتذة أجانب للإشراف على الرسائل، وإجازة بحوث الترقية.
مشكلة التعليم فى مصر لن تحل بتدريس المناهج التى يتم تدريسها فى الجامعات الأمريكية والأوروبية، بل بتطوير جميع المنظومة التعليمية وتأهيلها للمشاركة فى انتاج المعرفة، المطلوب أن تشارك جامعاتنا فى انتاج المعرفة العالمية وليس تعلمها والتدريب على نقلها وتوطينها.
تفكير الوزير فى الاستعانة بالعلماء المصريين فى الخارج للتدريس فى الجامعات الجديدة، قرار صائب ونثمنه، لكن ليس كأستاذ زائر، يأتى إلى البلاد لإلقاء محاضرة أو محاضرتين كأننا فى ندوة، يجب أن يتفرغ للتدريس، لهذا نقترح على الوزير أن يستعين بمن تقاعد منهم فى بلد المهجر، خاصة فى التخصصات العلمية: الطب، الهندسة وغيرها، أولادنا الأطباء فى المستشفيات والمراكز الطبية فى حاجة ماسة لعلم وخبرة ومهارة هؤلاء، المفترض أن يعلموا أولادنا الشباب الآليات والتقنيات التى يمتلكها الأطباء فى البلدان المنتجة للمعرفة.
خلاصة القول نحن نثمن ونقدر ما يخطط له د.عبدالغفار، لكننا نتمنى أن يكون تخطيطه مستهدفا المشاركة فى انتاج المعرفة العالمية وليس لامتلاك مهارات توطين ما تيسر من هذه المعرفة.