هَذَا رَأْيِي
أنت من تصنع القمة
لا يوجد كليات قمة ولا قاع.. مفاهيم مغلوطة وثقافة اجتماعية مقيتة علينا أن نغيرها.
أنت الذى تصنع القمة فى أى مكان بجدك واجتهادك.. أنت الذى يمكن بتكاسلك وغرورك أن تهبط إلى القاع..
مكان قدره الله لك.. اثبت نفسك فيه وأعد ترتيب حياتك فدروب النجاح كثيرة.
تحرروا من أكذوبة كليات القمة.. لا تطوفوا حول أصنام صنعناها ولا ترسموا المستقبل بمعايير الماضى. الوصول للقمة يتوقف على تطوير المهارات ودراسة سوق العمل.
الإنسان يملك طاقات كبيرة وقوى خفية يحتاج أن يزيل عنها غبار التقصير والكسل، فأنت أقدر مما تتصور وأقوى مما تتخيل وأذكى بكثير مما تعتقد، اشطب كل الكلمات السلبية عن نفسك مثل «لا أستطيع – لست قادرًا على تنفيذ هذا، وردّد باستمرار»أنا أستحق الأفضل–أنا مبدع–أنا ممتاز–أنا قادر».
نجاحك فى أن تفتش داخل ذاتك، وأن تكتشف رغباتك ومواهبك وقدراتك، وأن تطورها وتنمى نفسك فيها، انظر حولك وستجد مئات النماذج حققوا النجاح والتفوق المادى والمعنوى دون أن يكونوا ممن حصدوا أعلى الدرجات فى الثانوية العامة. مصر بحاجة إلى جيش من المبدعين فى كل التخصصات. عظماء لم تصنعهم كليات القمة ولكنهم هم من صنعوا القمة وأصبحوا من العظماء الذين يشار إليهم بالبنان.. أحمد زويل وفاروق الباز ومصطفى مشرفة ونجيب محفوظ وغيرهم الكثير والكثير.
ابدأ رحلتك نحو هدفك، تذكر أن النجاح يبدأ من الحالة النفسية للفرد فعليك أن تؤمن بأنك ستنجح–بإذن الله–من أجل أن يكتب لك فعلًا النجاح، الناجحون لا ينجحون وهم جالسون لاهين ينتظرون النجاح.
لا فرق بين كلية وأخرى فكل شخص وكل تخصص يحتاج إليه المجتمع فى شتى المجالات، كلية القمة لكل شخص هى التى تتناسب مع ميوله وقدراته ويستطيع أن يحقق فيها ذاته والمجتمع فى حاجة إلى الجميع.
لن تنجح إلا إذا أحببت ما تقوم به.. لا تقنط.. لا تيأس.. لا تنعزل..عليك أن تؤمن أنه بمقدورك تحقيق النجاح..تخلّ عن عناصر الفشل..النوم التراخى،الكسل. كن صاحب إرادة قوية ولا تطل الوقوف أمام محطات تعثرت فيها.
علماء ومفكرون ومبدعون لم يكونوا خريجي كليات القمة.. ابن خلدون المؤسس الحقيقى لعلم الاجتماع..يوهان غوته أحد أشهر أدباء ألمانيا المتميزين والذى ترك إرثًا أدبيًا وثقافيا ضخما للمكتبة الالمانية والعالمية..ألبرت انشتاين عالم الفيزياء الالمانى والذى كان لنظرياته دور كبير فى تطوير الطاقة الذرية.. نيوتن العالم الانجليزى كان له العديد من الانجازات أهمها قانون الجاذبية..ليوناردو دافينشى كان موسوعيا وكان رساما ونحاتا عالميا..مارك زوكربيرغ مؤسس موقع فيسبوك وأحد أبرز مليارديرات العالم.. كل هؤلاء وغيرهم الكثير لم يكونوا من خريجى كليات القمة.
علينا أن نغير من نهجنا وسياسة القبول بالجامعات..علينا أن نوقف سلطة مكتب التنسيق فى تحديد مصائر أبنائنا.. لا ينبغى أن يكون المجموع الكلى هو المعيار الوحيد فى تخطيط المسار الجامعى للطلاب..بل ينبغى أن تكون ميول الطالب وقدراته ومهاراته الشخصية محل اعتبار وموضع اهتمام.
عزيزى ولى الأمر، تحرر من عبودية أصنام نسميها كليات القمة ولا تقهر أبناءك وتجبرهم على الدوران فى ساقية المجموع والوجاهة الاجتماعية للكلية التى تريد أن يلتحقوا بها، حررهم من قهر الثانوية العامة ودرجاتها، ودعهم يفتشون عن مواهبهم ويعبرون عن رغباتهم ويحققونها، لأنك ستفشل ويفشلون إذا تجاهلت رغباتهم وتناسيت قدراتهم.. دعهم يدرسون ما يحبون، فحينها فقط ستنجح وينجحون.
وجهوا أبناءكم إلى الكليات التى توافق ميولهم ورغباتهم حتى لو كانت أقل كثيرا من مجموع درجاتهم.. لا تسفهوا من اختيارات أبنائكم ولا تجبروهم على دراسة ما تحبونه فأعداد كبيرة من خريجى هذه الكليات عاطلون.