بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

حاجة تجن الجن وتعفرت العفريت!

أعلن الدكتور طارق الجمال، رئيس جامعة أسيوط، عن خلو مستشفى «الراجحى الجامعى» للعزل من أى إصابات بفيروس كورونا المستجد، وذلك بعد خروج آخر ثلاث حالات إصابة، وذلك اليوم الاثنين الموافق 20 من يوليو الجارى.

ومثله نحو أربعين مستشفى عزل على مستوى الجمهورية، وما تبقى على أجهزة التنفس الصناعى (حالات حرجة) لا يجاوز المائة حالة، وأرقام الإصابات والوفيات فى تناقص لافت، وحديث ذروة الوباء، وانكسار الموجة الوبائية، كلها مؤشرات تثير تساؤلات، وتستدعى كوميسكات ساخرة عن هروب كورونا بعد ما اصطدم بخروج المصريين من قعور البيوت بعد فك الحظر، لم يجد مفرا، هرب بجلده.

الناس خارجة دون كمامات تبحث عن الفيروس لدحره، كورونا خاف على سمعته العالمية، ووصفه بالرهيب، والمميت، والقاتل، والوبائى، المصريون شوهوا سمعته، ومسحوا به البلاط بالديتول، وهبت عليه رائحة البصل النيء، والثوم المفرى، الفيروس لم يحتمل الرائحة هج وفر موليا الأدبار..

هوَّ فين الفيروس؟

سؤال محير، شكل الحياة فى مصر تؤشر على ما يقلق، الحذر مطلوب، ليس هكذا تورد الإبل، لا كمامات ولا تباعد ولا احترازات ولا شيء بالمرة، الناس بعد الحظر كمن كانت فى جرة وطلعت بره، لا فيروس يهم ولا بيوت تلم، حياة جد صاخبة.

الخائفون فحسب لا يزالون يخشون الفيروس الغدار، لا يزالون محتسبين، ويتمتمون حذر العدوى، ولكن انفجار الحياة من حولهم، يكاد يجن عقولهم، ويتساءلون فى جنون، الفيروس راح فين، هل هرب، هل اختفى، هل كسرت شوكته، أين هو الفيروس، سوى إحصاءات وزارة الصحة اليومية لا تحس أن هناك فيروس كورونا لا يزال يحصد الأرواح.

هل هذا طبيعى وعادى فى بلادى، عادى التجمعات هكذا مزدحمة متكالبة على الكورنيش فى منطقة المراكب، وبطول النيل والكبارى، هل طبيعى زحام الأسواق الشعبية والريفية، وستزيد حدة الزحام فى أسواق بيع الحيوانات مع دخول عيد الأضحى.

هل هذا طبيعى فى ظل الجائحة، بصراحة محير جدا، حاجة تجن الجن وتعفرت العفريت!

ربنا يستر علينا.. عودة الحياة صاخبة وهكذا عشوائية دون أدنى الاحترازات الوقائية اعتمادا على وعى الشعب جد مغامرة أرجو أن تكون محسوبة، واحد من كل عشرة فحسب يرتدى كمامة والباقى سايبها على الله، لو تتوكلون على الله حق توكله، أخذا بالأسباب، وليس تواكلا يصل إلى حد الإهمال للتحذيرات الوقائية، لم يعد البعض يحفل بإعلانات التوقى التى تنشر على مدار الساعة، عاملين من بنها. الفيروس لا يزال رابض، ويضرب بعنف، ولكن الناس ودن من طين وودن من عجين إلا من رحم ربى وتوقى.

صحيح الأرقام حتى ساعته مطمئنة، وتحت السيطرة، ولكن هذا الانفجار الحياتى الصاخب ينذر بما لا نتمناه، سلم يا رب، باخفى الألطاف نجا مما نخاف. جد أنا خايف، أول ما يذهب الخوف من الوباء توقع الأسوأ، ليس تشاؤما بل واقعا معاشا، كل دول العالم التى لم تراع الإجراءات الاحترازية تعانى ويلات الوباء، وحتى الدول التى سيطرت، تعاود فرض الحظر جزئيا وفى مناطق وأحياء.

الفيروس لا يسلم بسهولة، وطالما عز المصل الواقى الإصابة متوقعة، ربنا ما يحكم علينا بما تعانيه دول بعيدة عنا.. الشر بره وبعيد إن شاء الله.

مستوجب زعقة طبية عالية فى آذان سدت عمدا عن موجبات الوقاية، الشباب يلعب فى الشوارع كرة الفيروس، لا كمامات ولا حتى تباعد، والشيشة عادت من الشباك بعد إغلاق الأبواب، فى الحدائق الخلفية والشقق السكنية، للأسف الفيروس يراوغ ونحن عنه غافلون.