هذَا رَأْيِي
كورونا وآراء الهلالى
رمضان هذا العام ليس ككل عام.. رمضان هذا العام حرمنا من كثير من نفحاته.. رمضان هذا العام من غير صلاة أو قيام أو تهجد فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال.
جاء الشهر الكريم تزامنا مع ما ابتلينا به من فيروس ضعيف أربك البشرية وأعاد كثيرا من الحسابات.. جاء شهر الصوم هذا العام في أجواء غير مألوفة، كورونا أثار الكثير من التساؤلات بشأن الشعائر المرتبطة بالشهر الكريم خاصة شعيرة الصيام.
وهل ما إذا كان الصيام ممكنا في زمن كورونا، أم لا؟.
خرج علينا الدكتور سعد الدين الهلالى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر قائلا: «الإنسان قبل الدين، لو أنا إنسان شكاك وخايف من فيروس كورونا، مجرد الخوف يفطر!، لأن لازم الإنسان يشوف المصلحة فين ويعملها»، وحتى لو نصحه كل أطباء الأرض؟.
الهلالى دائما يردد الحديث الشريف «استفت قلبك..» وما يسوقه الهلالى انحراف عن المقصود من الحديث الشريف فيخطئ كثير من الناس في فهم هذا الحديث، حيث يجعلونه مطية لهم في الحكم بالتحليل أو التحريم وفق ما تمليه عليهم أهواؤهم ورغباتهم ، فيرتكبون ما يرتكبون من المحرمات ويقولون: (استفت قلبك)!! مع أن الحديث لا يمكن أن يراد به ذلك، ليس معنى الحديث أن مسائل الحلال والحرام تأخذ بفتوى النفوس، بل لا بد فيها من سؤال أهل العلم, والأخذ بما يقولون.
لخص العلماء الثقات فكر هؤلاء بأنهم يأتون بالقول المرجوح بدلا من القول الراجح والأرجح ـ والقول المرجوح هو القول المعدول والمنصرف عنه لضعف دلالته وسنده.
الهلالى ومن على شاكلته يتركون القول الراجح وهو ما اعتمد من الأقوال وما كان دليله وقوته ظاهرة، كما يتركون القول الأرجح وهو القول المختار من أقوال وآراء متقاربة القوى والسند.
الهلالى ومن على شاكلته ينفض الغبار عن هذه الأفكار الشاذة ويخرجها من مقابرها ويقدمها للناس على أنها علم لهدم الدين.
فالأزهر الشريف ودار الإفتاء أكدا على بقاء أحكام الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بالصوم على ما هي عليه، وإنه لا يجوز الفطر في نهار رمضان للأصحاء لمجرد الخوف،- يقصدان الخوف من كورونا- أما المرضى فإنما يرخص في الإفطار لمن كان الصوم يزيد من مرضه، وهذه لا بد فيها من شهادة طبيب مختص يؤكد له ذلك.. وهو ما عليه المذاهب الأربعة .
اتركوا الهلالى وآراءه وصوموا طالما لستم من أصحاب الأعذار .
فالخوف من كورونا ليس رخصة للإفطار.