بوابة الوفد الإلكترونية
رئيس حزب الوفد ورئيس مجلس الإدارة
د.عبد السند يمامة
رئيس التحرير
عاطف خليل
المشرف العام
ياسر شوري

باختصار

غياب الوعى و«كورونا»

 

لا شك أن غياب الوعى والأداء المرتبك هما أسلحة وباء كورونا للفتك بشعوب المعمورة.. ظهور فيروس كورونا من أكبر التحديات التى تواجه الشعوب والحكومات.. غياب الوعى من أخطر الأزمات التى نعيشها الآن، كورونا اجتاحت العالم وأغلقت الحدود وألزمت سكان المعمورة البيوت.. للأسف كشفت الأزمة عن غياب شبه كامل للوعى لدينا كمصريين!.. ما معنى أن تقام الأفراح والسهر حتى الصباح فى القرى والمناطق الشعبية؟.. كيف يمكن لعشرات الآلاف من المواطنين أن يتجمعوا أمام البنوك فى مشاهد مفزعة لصرف إعانة قررتها الدولة قبل الإفصاح عن المستفيدين أو طرق الصرف؟.. كيف يمكن لقادم من الخارج أن يعود إلى أهله دون أن يقضى فترة الحجر الصحى؟.

كيف يمكن أن يطال الوباء من هم قائمون على مكافحة الوباء والتصدى له؟.. كيف يمكن أن ينتشر الوباء فى أماكن منوط بها الحفاظ على سلامتها وسلامة المترددين عليها واحتواء الوباء؟.

أى عاقل غيور على وطنه، لابد أن يرى أن أداء من هذا النوع لا يناسب أزمة بهذه الحدة، وأن تصعيد إجراء بديهى، حتى يصل لرئيس الدولة، هو علامة واضحة على أداء مرفوض.

نحن لا نملك ترف تكرار ما يحدث فى الريف والمناطق الشعبية.. أين دور رجال الإدارة من خفر ومشايخ القرى والعمد والأحياء؟.

نحن لا نملك ترف تكرار غياب المعلومة وكبح جماح الشائعات فى مهدها قبل أن يستفحل خطرها.. كان كافيا أن يعلن المستحقون لهذه الإعانات وأماكن وطرق صرفها قبل أن يحدث ما حدث أمام البنوك، والتى اتضح أنها غير مختصة بالصرف، وأن الصرف قاصرا على البنك الزراعى المصرى وهيئة البريد حسب ما هو متوافر من معلومات حتى الآن.

من العجب أن نرى مئات الآلاف من أصحاب المعاشات الحكومية والاجتماعية يصرفون مستحقاتهم من منافذ صرف محددة دون إمكانية صرف مستحقاتهم من أى ماكينة صرف بموجب بطاقات صرف إلكترونية.

ما تشهده البنوك من تزاحم وتطاحن خطر يهدد العاملين بها بنفس درجة خطورته على المواطنين.. ثقافتنا تحول التوسع فى استخدام وسائل التكنولوحيا الحديثة فى التعامل مع البنوك، وعلى متخذى القرارات مراعاة ذلك.. على متخذى القرارات وهم لديهم من الخبرة والرؤية لتخفيف الضغط على البنوك والعاملين بها والمتعاملين معها بغية احتواء الوباء.

نحن لا نملك ترف إصابة الأطقم الطبية وهم المقاتلون فى الصفوف الأمامية فخسارتهم خسارة مقاتلين قتلوا بنيران صديقة فى معركة قبل أن يدخلوها.. عزل بعض المنشآت الطبية أكثر خطرا فهو يمثل فقدانا لمواقع قتالية فى معركة حامية الوطيس.

غياب برتوكولات للتعاون بين المنشآت الطبية والمرضى وعدم وجود آلية آمنة للتعامل مع طالبى الخدمة الطبية ونقص الوعى لدى بعض القائمين على هذه المنشآت سبب خسارة وعزل مقاتلين فى الصفوف الأولى وعزل منشآت طبية تمثل مواقع قتالية نحن فى أمس الحاجة لها.

نحن لا نملك ترف ما حدث فى واقعة معهد الأورام مرة أخرى.. وأن تعجز كل القيادات على اتخاذ القرار المناسب حتى تدخل الرئيس السيسى باتخاذ القرار وإجراء التحاليل للعاملين والموجودين بالمعهد.

نحن بحاجة إلى إيجاد آلية سريعة، لإحلال الكوادر التى تصدر عجزها للمستويات الأعلى، بأخرى تمتلك الثقة والمبادرة والقدرة على اتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب.

الخوف كل الخوف إذا ما دخلنا -لا قدر الله- للسيناريو الذى نخافه، وهو انزلاق البلاد إلى وضعية «تفجر العدوى وانهيار الرعاية» على غرار ما حدث ببعض الدول، سيكون من المتعين على كل قيادة بالدولة فى أى مستوى، أن تبادر بالقيام بما يتعين عليها القيام به، بسرعة وكفاءة وثقة واقتدار، فلن يكون هناك وقت لأن تصدر عجزها وترددها للمستوى الأعلى، وصولا لرئاسة الدولة، التى ستكون مشغولة بالكامل بصنع إجراءات وسياسات قومية كبرى، عاجلة وحادة وخطيرة ومتلاحقة، وليس من الصائب مطلقا هدر قواها ووقتها بإغراقها بالتفاصيل اليومية سريعة الانتشار، لتصدر فيها تعليمات هى فى النهاية من صلب عمل مستويات أدنى فى الإدارة.

الأزمة اختبار حقيقى لوعى الشعوب وقدرة مؤسسات الدول فى تجاوزها بأقل الخسائر، فكونوا على قدر المسئولية وحجم الحدث.

اللهم إن كان هذا الوباء والبلاء بذنب ارتكبناه أو إثم اقترفناه أو وزر جنيناه أو ظلم ظلمناه أو فرض تركناه أو نفل ضيعناه أو عصيان فعلناه أو نهى أتيناه أو بصر أطلقناه، فإننا تائبون إليك فتب علينا يا رب ولا تطل علينا مداه.

[email protected]