باختصار
بطولات أصحاب البلاطى البيضاء
رفضتم أن تحتلفوا بيوم تكريمكم مفضلين أن تبقوا فى ميادين القتال، فوجب علينا أن نحتفل بكم وبعطائكم.. تركتم بيوتكم وودعتوا أهاليكم وأنتم تعلمون أن المعركة حامية الوطيس ولا ملجأ بعد الله إلا أنتم، وأنتم أهل لها.. بعلمكم وعطائكم تطمن قلوبنا وتقر أعيننا ولم لا فأول مدرسة لتخركم كانت هنا فى بلد العلم والعلماء فى ١٨ مارس عام ١٨٢٧م.
بلدكم بل وطنكم بحاحة اليكم.. لبلدكم تاريخ مشرف فى مهنتكم السامية يمتد إلى آلاف السنين بداية من امنحوتب والذى لقب بإله الشفاء فى مصر القديمة.. وحسيى رع أول طبيب أسنان فى التاريخ إلى السير مجدى يعقوب والدكتور محمد غنيم والدكتور محمد أبو الغار.. أنتم فخر بلدكم مصر ووطنكم العربى.
قضيتكم وصحة المواطن هى أمن قومى.. يا أصحاب البلاطى البيضاء إن كنتم أطباء بشريين أو أسنان، صيادلة أو ممرضين، فنيين وإخصائيي الأشعة والتحاليل، علاج طبيعى أو مسعفا أو سائق سيارة إسعاف شعوركم بالغبن وعدم التقدير ينعكس بالطبع على عملكم وكفاءتكم..أنتم خط الدفاع الأول فى معركة فرضت علينا، ليس لها من دون الله كاشفة، وأنتم جنود الله فى الأرض سخركم ربكم أن تحموا أبناء هذا البلد وأبناء وطنكم من هذا العدو المفترس.
أنتم من أصحاب المهن المستثناة من الاجازات.. أنتم الأكثر عرضه للعدوى.. أنتم أصحاب الصفوة والعقول النيرة التى يجب أن نحافظ عليها ونراعيها ونستثمر فيها.. تقدير الدولة المنتظر للفريق الطبى سوف يزيد من شعوركم وأهاليكم بالأمن والأمان.
الطبيبة الشابة الشجاعة آية الحديدى التى رافقت أول متوفاة بالفيرس اللعين والتى قررت أن ترافقها من المنصورة إلى مستشفى العزل بالاسماعيلية.. زوجة طبيب شاب كتبت على صفحتها أن زوجها الطبيب ذهب إلى عمله ليأخذ إجازة ليتسنى له المذاكرة قبل امتحان الماجستير ولما تأخر هاتفته لتذكره بسرعة العودة حفاظا على مستقبله، وجاء رده مش هقدر أنا طالع مأمورية وهطول عليكم شوية وذهب إلى أحد مستشفيات العزل ليؤدى رسالته.
هذه أمثلة بسيطة لبطولات أخرى وقصص سوف نكتبها وروايات سوف نرويها بعد انتهاء المعركة.
اجدادكم من ابتدعوا فن الشفاء واكتشفوا خواص العقاقير. ويكفيكم فخرا أنهم أول من انشأوا جامعات العلم والتى كانوا يطلقون عليها بيوت الحياة.
يا أصحاب البلاطى البيضاء رسالة نقابتكم اليكم حملت الكثير من المعانى السامية وجاء ضمن ما جاء فيها: هذه أيام تاريخية تمر بها بلادنا، وحرب ضروس كتبت على وطننا، ويقع على عاتقكم الدور الرئيس فى حماية بلادنا والدفاع عنها فى حربها ضد الوباء، نعلم أن المسئولية صعبة والعبء ثقيل ولكنكم لها، فلنقم جميعا بواجبنا على أكمل وجه ولنتفانى فى أداء مهمتنا الكبيرة تلبية لنداء الوطن».
أنتم أصحاب رسالة سامية تفرغوا لأدائها.. فانتم أهل لها وقلوبنا معلقة بكم وعيوننا لا ترى بعد الله سواكم..لا أجد ما اقوله لكم إلا كما قال الشاعر: بلادى وإن جارت على عزيزة.. واهلى وإن ضنوا على كرام
حما الله مصر وشعبها وجيشها وشرطتها ورئيسها من كل مكروه وسوء.