صوتك

ما زال الحديث مستمرًا عن التجربة الرائدة التى قامت بها سلطنة عمان فى انتخابات مجلس الشورى، وكما قلت من قبل، فإن هذه الانتخابات تميزت بأنها إلكترونية فى كل مراحلها، بدءًا من التسجيل الانتخابى للناخبين الذين لهم حق التصويت الذين بلغوا سن الحادية والعشرين، وفق القانون الصادر بالمرسوم السلطانى فى عام 2013. لقد كان استخدام الجهاز الإلكترونى «صوتك» فى عملية التصويت والفرز فى مراكز الاقتراع، يعد انجازًا كبيرًا، والمعروف أن هذا الجهاز عمانى التصميم والصنع 100٪، وجرى تطويره خلال سنوات من العمل الدؤوب للكوادر الوطنية العمانية، ليكون أكثر ملاءمة لكل الناخبين بمن فيهم أصحاب القدرات الخاصة، ولا يكون الناخب فى حاجة إلا أن تكون بطاقته الشخصية سارية المفعول عند التصويت، ولا يستغرق التصويت عبر هذا الجهاز أكثر من دقيقتين، وهو جهاز مؤمّن بشكل كامل، ويتيح للجان التصويت فى مراكز الانتخاب تقديم المساعدة للناخب عند الحاجة إلى ذلك.

وخلال الانتخابات العمانية التى جرت تم استخدام 994 جهاز تصويت أطلق عليها «صوتك»، وتم توزيعها على مراكز الاقتراع، منها خمسة مراكز للتصويت الموحد، ومراكز أخرى خاصة بتصويت النساء اللائى أقبلن على مراكز الاقتراع بشكل لافت للأنظار.. وتم اتخاذ كل الإجراءات الفنية والتقنية لضمان سير عملية الانتخابات بسهولة ويسر بما فى ذلك توفير أجهزة احتياطية ودعم فنى لأية مشكلة فى حال حدوثها، ويحتفظ الجهاز بالمعلومات فى الحالات الطارئة.

وتتولى اللجنة العليا للانتخابات برئاسة نائب رئيس المحكمة العليا الإشراف على مختلف مراحل العملية الانتخابية والبت فى الطعون فى حالة وجودها، والاطمئنان على سير الانتخابات وفقًا للقانون الذى يطبق بمنتهى الحزم. كما أن اللجنة الرئيسية للانتخابات تقوم بالجهد الرئيسى فى عمليات الإعداد بالتنسيق والتعاون مع جهات أخرى معنية فى إطار المهام المحددة لها بموجب القانون ولضمان توفير كل الجوانب التنظيمية واللوجستية اللازمة لإتمام عملية الانتخابات بسهولة ويسر وشفافية وهو ما قد حدث بالفعل خلال هذه الانتخابات.

التجربة العمانية الرائدة مثال أكثر من رائع فى استخدام التكنولوجيا لإسعاد البشر، وهى تستحق تعظيم سلام وقد آن الأوان لتعميمها على جميع الدول.